ليس نتنياهو وحده

 

 

 

على مدى الأشهر الطويلة للحرب على غزة، والتي رافقها تخوّفٌ حقيقي أو مفتعلٌ أو مبالغٌ فيه، من أن تتطور نحو حربٍ إقليمية، حُمِّل بنيامين نتنياهو القسط الأكبر من المسؤولية عن كوارثها وطول أمدها، وفشل كل محاولات إنهاءها أو حتى التخفيف من حدتها.

ومع أن نتنياهو يقر بمسؤوليته بل ويتباهى بها، إلا أن الأكثر مسؤولية منه، هو الإدارة الأمريكية أو توخياً للدقة، طريقتها في العمل.

إنها تسير على خطين متوازيين يستحيل التقائهما عند نقطة معينة تنتج حلاً، خط الالتزام المطلق بتقديم كل ما يلزم لنتنياهو كي يواصل الحرب، وخط الدخول على الوساطة، مع إطلاق وابل من التصريحات تظهر حرصها على وقف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين وضمان أن لا تتطور إلى حرب إقليمية.

بهذا تكون الإدارة الأمريكية قد وفرت للوساطة مجرد لغة، وصيغٍ توضع على الورق، ولا مجال لها من التطبيق.

ووفرت لاستمرار الحرب كل ما تحتاجه من إمكانيات.

 وفق هذه المعادلة ينبغي أن تتعدل المعالجات وتنقلب أولوياتها، ليصبح نتنياهو العنصر الثانوي في اللعبة وراء العنصر الرئيسي الأمريكي الذي ما يزال يعمل على نفس الخط، وبديهي أن لا نحصد نتائج مغايرة لما حصدناه على مدى الشهور الطويلة للحرب.

 

 

 

Loading...