بمسدسٍ صغيرٍ يسهل إخفاؤه، قتل ماهر الجازي ثلاث إسرائيليين على الجانب الفلسطيني من معبر الملك حسين.
وبعد أن أنجز العمل الذي يبدو أنه خطط له جيداً، قتله الحراس.
عندما أعدّ السائق المعاني لعمليته، لم يكن يتوقع ولو بنسبة واحد بالمليون، أنه سيعود إلى بيته حيّاً، فماهر قرر واختار.
حساسية الوضع بين الأردن وإسرائيل، وخصوصية الجسر الذي غنّته فيروز " يا جسراً خشبياً يسبح فوق النهر" أسهمت في جعل العملية التي نفذت في ظرف حساس، ومكان أكثر حساسية، واحدة من العمليات التي لا تقاس بكم قتيل أنتجت، وإنما بكمٍ من مساحات الاهتمام المحلي والإقليمي والدولي أحدثت.
لقد أشعلت أضواء حمراء في كل غرف قادة العالم، ولفتت الانتباه إلى أن الوضع في المنطقة آخذ بالاشتعال، وأن الخطوط الحمر التي كانت مرسومة في السابق يمكن أن تزول، لتتهاوى صيغ ومعادلات تحت وطأة جديدٍ يحمل خطراً.
صانع هذه الحالة، هو بنيامين نتنياهو أساساً، ووزراءه الذين لا عمل لهم سوى صب الزيت على النار، وهم يعرفون أن اشتعالاً في غزة واستفزازاً في الأقصى، وحرباً على الضفة، هي تهديد لكيانات الجوار كذلك، ومن الغباء أن لا يتوقع صانع كل هذا ردوداً موجعة.
حين يشن نتنياهو حرب إبادة على غزة، وحرباً موازية على الضفة، فإنه يكون ذهب إلى أخطر اشتباك بين إسرائيل والشعوب، وحين تتطور الأمور إلى هذه الحالة، فهو ودولته أكثر الخاسرين، حتى لو فتحت له أمريكا كل مخازنها ليغرف منها ما يشاء.
ماهر الجازي الذي جاء من معان، وعلى نتنياهو أن يدرك أن معان مدينة أردنية وليست إيرانية. كان السائق البسيط خرج عن كل المعادلات، تجاوزها وكان بمسدسه الصغير أحدث صوتاً أيقظ زعماء العالم من نومهم، فهل أدرك نتنياهو خطورة ما تسبب به؟
بعد العملية قال نتنياهو "لا يمكن العيش في الشرق الأوسط دون سيف" ولم يحدد بالضبط هوية السيف الذي يشهره في وجه منطقة كبيرة، هل هو إسرائيلي أم أمريكي أم أطلسي؟ على العالم أن ينتبه جيداً لذلك.