وحدة الساحات الفلسطينية

 

 

 

من نافلة القول أن الصراع الرئيسي والجوهري في المنطقة هو بين الشعب الفلسطيني صاحب الوطن الفلسطيني والعصابة التي تحتله ونقصد إسرائيل؛ ولمواجهة العصابة كان لابد من حشد الطاقات من خلال وحدة الساحات الفلسطينية، ونقصد الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والداخل المحتل والفلسطينيون في المهاجر القريبة والبعيدة؛ وقد ترسخ ذلك على مدار سنوات الكفاح الوطني الفلسطيني المستمر منذ عام 1948.

انطلاق الثورة

لم تتوقف عمليات مقاومة الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، بهدف تحرير وطنه السليب من قبل عصابة منفلتة أنشأها الغرب الاستعماري ووصفها كدولة؛ لكن انطلاقة حركة فتح والثورة الفلسطينية في الأول من كانون الثاني/يناير 1965، كانت رداً حقيقياً ومزلزلاً على إسرائيل التي سعت منذ إنشائها عام 1948 لتغييب الهوية الوطنية الفلسطينية وطمسها، بغرض فرض الرواية الصهيونية. من المعروف أن لأي شعب في العالم وطنا خاصا ترسخ عبر بقعة جغرافية محددة، فضلاً عن تشكل هوية بطابع خاص قوامها اللغة والعادات والتقاليد والمصير المشترك؛ والشعب الفلسطيني كذلك؛ وطنه الوحيد فلسطين، بمساحته التي تبلغ 27009 كيلومترات مربعة. ومنذ البدايات انخرط الشباب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة والداخل الفلسطيني والمهاجر القريبة والبعيدة  في صفوف الثورة الفلسطينية وفصائلها المختلفة؛ كل ذلك شكل بدون أدنى شك وحدات الساحات الفلسطينية، وسقط  على مذبح الحرية (100) ألف شهيد فلسطيني فضلاً عن أكثر من مليون أسير وعشرات آلاف الجرحى.

يوم الأرض

يحي الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده؛ أي في كافة الساحات المشار إليها، في الثلاثين من آذار /مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض، الذي كان على شكل هبة شعبية عارمة في الداخل الفلسطيني المحتل في الثلاثين من شهر آذار/مارس 1976، حيث لم تكن وليدة صدفة تاريخية بل هي قصة تشبث بالأرض والوطن الفلسطيني. ويشار هنا إلى أن السلطات الصهيونية قد صادرت خلال الأعوام ما بين عام 1948-1972 أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب، إضافة إلى ملايين الدونمات الأخرى من الأراضي التي استولت عليها السلطات الصهيونية، بعد سلسلة المجازر المروّعة وعمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال، فضلاً عن عمليات الإبعاد القسّري التي مارسها بحق الفلسطينيين عام 1948 وبعده.

الانتفاضات الفلسطينية

شهدت الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة انتفاضتان ضد المحتل الصهيوني وسياساته العنصرية الفاشية؛ انطلقت الانتفاضة الأولى في الثامن من كانون أول /ديسمبر من عام 1987، في حين انطلقت الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) في الثامن والعشرين من أيلول /سبتمبر من عام 2000، وسقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى، إضافة إلى مئات الأسرى، عدد كبير منهم مازال يقبع في المعتقلات والسجون والزنازين الصهيونية كالقائدين أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. وبطبيعة الحال لم تتوان الساحات الفلسطينية الأخرى، ونقصد الداخل المحتل والفلسطينيون في المهاجر القريبة والبعيدة عن الدعم المتاح المالي والغذائي لأهلهم في الضفة والقطاع، ناهيك عن مظاهرات عارمة شهدتها مدن الداخل المحتل وسقط خلالها تسعة شهداء، وكذلك المخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا والأردن ولبنان، وتجمعات الفلسطينيين خارج إطار عمليات الاونروا، أي فلسطينيو العراق نصرة لإخوانهم، بغرض صمودهم وشد عضدتهم.

ساحات مساندة

بعد الإشارة إلى أهمية وحدة الساحات الفلسطينية لمواجهة الاحتلال بالوسائل المتاحة، لابد من الإشارة إلى أن هناك جبهات مساندة داعمة ومناصرة، تتمثل بالانحياز المتدرج للمزاج الشعبي في دول الغرب الوازنة في إطار العلاقات الدولية الراهنة، كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وكذلك استراليا وكندا إلى جانب الحق والضحية الفلسطيني، في وقت غابت فيه مظاهرات لافتة في الدول العربية والإسلامية لنصرة فلسطين ومطالبة دولة الإبادة الجماعية إسرائيل وداعميها في الغرب بوقف العدوان والمجازر التي ترتكب على مدار الساعة بحق الشعب الفلسطيني.

 

 

 

Loading...