"ديبلوماسية الكذب"... في انتظار ترامب!!

 

 

 

منذ اتمام صفقة التبادل الثانية والأخيرة بين حماس وإسرائيل في السادس والعشرين من نوفمبر 2023 ونتنياهو يمارس "ديبلوماسية الكذب" وبأبشع أشكالها ويتلاعب بالرئيس بايدن والوسطاء باحترافية لا يجيدها إلا تجار الدم وتجار المخدرات، وأعتقد أنه منذ تاريخ آخر صفقة إلى يومنا هذا اجهض نتنياهو عشرات المقترحات واستهلك العشرات من جلسات التفاوض التي يرسل إليها رئيس الموساد ديفيد برنياع والشابك رونين بار في رحلات "سياحية" إلى الدوحة والقاهرة وباريس وروما بلا أي صلاحيات للدرجة التي أدرك فيها الرجلان أنهما باتا مجرد "ألعوبة" أو مجرد أداة يستخدمها نتنياهو لاستهلاك الوقت والهروب إلى الأمام، أمّا ضحايا كذب وأكاذيب نتنياهو الذي يسميه الإسرائيليون باللغة العبرية "شكران بن شكران" أي كذاب ابن كذاب فهم كثر ومن أبرزهم  الرئيس بايدن نفسه وطاقم إدارته باستثناء "انتوني بلينكن" الذي يمارس "التقية اليهودية" ويتماهى  فيها بشكل كامل مع منظومة أكاذيب نتنياهو ويغطيها بكل ما أوتي من "لف ودوران"، والضحية الأخرى هم أهالي الأسرى الذين باتوا لا حول ولا قوة لهم إلا انتظار جثث أبنائهم الذين اتخذهم نتنياهو مبرراً وعنواناً لإطالة أمد الحرب والتذرع بمهمة انقاذهم من الأسر عبر "الضغط العسكري" الذي يدرك أنه الوسيلة الأنسب أو الوسيلة الأمثل "للخلاص منهم" ليصبح الأفق مفتوحاً على مداه لحرب مفتوحة يديرها في انتظار صديقة دونالد ترامب الذي يحرص أن يقدم له كل الهدايا التي تعزز فرص فوزه في الانتخابات الأمريكية القادمة  مقابل "كامالا هاريس" والذي لا يخفى على أحد أن "الكيميا" بينها وبين نتنياهو ليست  جيدة لقناعتها أن نتنياهو يعمل قصارى جهده في "الكذب والمراوغة" لمنع نجاحها و نجاح الحزب الديمقراطي ولعلمها أيضاً أن نتنياهو تاريخياً اختار الحزب الجمهوري حليفاً تاريخياً له لاعتبارات تتعلق بفهمه لطبيعة هذا الحزب الذي تمتلك أغلب قياداته أيديولوجية "الصهيونية التوسعية" على عكس الحزب الديمقراطي الذي تميل قياداته نحو التسوية السياسية للقضية الفلسطينية دون الاضرار بمصالح إسرائيل.

وإذا ما راجعنا تاريخ نتنياهو سنجده قد تعامل باستعلاء وعدائية تجاه كل الرؤساء الأمريكيين من الحزب الديمقراطي الذين عاصرهم ابتداءً من بيل كلينتون مروراً بأوباما وصولاً للرئيس جو بايدن وسوف يستكمل المسيرة مع كامالا هاريس.

في حال عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض سيعود شبح صفقة القرن يخيم على الشرق الأوسط، والسؤال ماذا سيستفيد نتنياهو من عودة ترامب؟؟ وهل سيقدم لإسرائيل أكثر مما قدم بايدن؟؟ (قدم بايدن 50 ألف طن من السلاح بقيمة قاربت السبعة مليار دولار خلال الأشهر التسعة من العدوان على غزة)، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ علاقة واشنطن مع دولة الاحتلال منذ عهد هاري ترومان عام 1948 إلى يومنا هذا.

سيعمل نتنياهو على دفع ترامب في حال فوزه على إنهاء وجود السلطة الفلسطينية التي تعد آخر مخلفات أوسلو وإيجاد إدارة مدنية بدلا منها على رأسها أحد الجنرالات لإدارة الضفة الغربية وسيعمل على إزالة المخيمات من شمالي الضفة ووسطها التي تشكل بؤراً للمقاومة وتحديداً في جنين وطولكرم وطرد كل فلسطيني يعيش بالضفة الغربية ويحمل رقماً وطنياً أردنياً و لديه "لم شمل" وهؤلاء يقدر عددهم بحوالي 140 ألف فلسطيني  - أردني، أمّا سكان المخيمات  في الضفة فالمخطط بشأنهم هو ترحيلهم إمّا لجنوبي قطاع غزة تمهيداً لطردهم  مع باقي الغزيين إلى سيناء أو إلى الأغوار الأردنية ومن ضمن أجندة الاستفادة أيضاً من عودة   ترامب سعى  نتنياهو لإعادة بناء المستوطنات في غزة وبوتيرة عالية بعد 19 عاماً من قرار ارئيل شارون الانسحاب من القطاع وتفكيك تلك المستوطنات عام 2005  والتي كان يسكنها  قرابة 8200 مستوطن، وزيادة وتيرة الاستيطان في المناطق  المصنفة "ا" والمناطق "ب"  في الضفة الغربية وليكون بذلك وحسب اعتقاده قد أجهز على القضية الفلسطينية وعلى الاحتمال الضئيل المتبقي من إمكانية قيام كيان فلسطيني.

 

 

 

Loading...