نتنياهو يدمّر فكرة التطبيع

مظاهرة أمام الجامع الأزهر في القاهرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني

 

 

 

منذ احتلاله محور فيلادلفي ومعبر رفح، لم يكن الأمر مجرد استكمال للحرب على غزة، بل بلغ حد تهديد العلاقة شبه المستقرة بين مصر وإسرائيل.

في مصر احتقان بدء يظهر على السطح من خلال التصريحات الرسمية والمعالجات الصحافية، وإذا كانت اعتباراتٌ معينة لم تقترب حتى الآن من إمكانية التأثير السلبي على الاتفاقية المصرية الإسرائيلية، فإن مطالباتٍ بدأت تظهر وتتسع في هذا الاتجاه.

إن المؤثر الأساسي الذي يهدد التطبيع الرسمي طويل الأمد وشبه المستقر بين مصر وإسرائيل، هو بنيامين نتنياهو وحكومته، الذين لم يتوقفوا عند الحرب على غزة وفق العنوان الأمني الذي انتحلوه منذ الأيام الأولى، بل إن دعوات جدّية تطالب بضم جزء من غزة إلى إسرائيل، مع التلويح بإمكانية الاستيطان فيها. وهذا ما يضع علامة استفهام كبيرة حول جدوى التطبيع ومدى احترام إسرائيل له.

وإذا ما انتقلنا إلى الجناح الآخر من التطبيع القديم أي الأردن، فأين وصلت أموره في الواقع على الأرض، وهنا ينبغي التوقف أمام العملية التي قام بها السائق المعاني، وهي على الأغلب مبادرة ذاتية أملاها الاحتقان الشعبي من استمرار حرب الإبادة على الشقيق الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة.

أمّا على الصعيد الرسمي الأردني، فمن خلال تصريحات هذا المستوى يبدو أن القلوب بلغت الحناجر، وأن احتواء ما يجري في الضفة وما يجري في الحرم القدسي، وما يصرح به غلاة اليمين، عن أن الأردن هو وطن الفلسطينيين، كل ذلك محا من الواقع كل ما كان يقال عن مزايا التطبيع، ليظهر أن الفهم الإسرائيلي للتطبيع هو فتح الأبواب لاتساع النفوذ، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وفي هذا الاتجاه فإن نتنياهو وحكومته هم المسؤولون عن كل ذلك.

لقد نقل نتنياهو الحالة من حرب بدت على غزة تحت عناوين أمنية إلى خطر أوسع وتهديد أخطر ليس للضفة وغزة والقدس وإنما للجوار كذلك، وهذا ستكون له تداعيات أكبر بكثير مما بلغته الأمور حتى الآن.

 

 

 

Loading...