الحادي عشر من سبتمبر 2001

 

 

 

في مثل هذا اليوم، قبل اثنين وعشرين سنة، شاهد العالم على كل الشاشات.. مشهداً ظنّه الكثيرون أنه فيلمٌ تخيله مخرج مبدع، أدّته أربع طائرات مدنية كانت اختطفت لتفجيرها بمن فيها من خاطفين وركاب في نيويورك وواشنطن، في الأولى كان الهدف أكبر رمز تجاري اقتصادي في الولايات المتحدة، برجي التجارة العالمي، وفي واشنطن مبنى البنتاغون، رمز القوة العسكرية الأمريكية الأول، ومبنى الكونجرس حيث فشلت الطائرة المختطفة بالارتطام في المبنى لتنفجر على أرض فراغ إلى جواره.

في ذلك اليوم قُتل الآلاف وأصيب أضعافهم خصوصاً في المبنيين العملاقين، كانت تلك خسارة متواضعة بالقياس للخسارة المعنوية التي أصابت كل فرد يحمل الجنسية الأمريكية ويعيش على أرض الدولة العظمى وفي أي مكان على وجه الأرض.

أمّا الخسائر الأفدح التي دفعتها أمريكا فكانت من خلال حربين كبيرتين فتحتهما، أفغانستان بصورة فورية، والعراق بصورة متأخرة، ولكن تحت ذريعة واحدة، هي ما وصفه الرئيس بوش بضرب الإرهاب في مهده.

دفعت أمريكا ترليونات الدولارات كنفقات للحربين، ورغم كل ذلك اضطرت للهروب من أفغانستان والغرق في رمال متحركة جراء حربها على العراق.

مطابع الدولارات لا تتوقف في أمريكا.. ومصانع السلاح والذخائر كذلك، وهذا وفق ما هو معروف عن أمريكا يمكن توفيره، غير أن الذي لم يتوفر منذ تلك الحروب هو منع اشتعال الشرق الأوسط، وتراجع السيطرة الأمريكية التقليدية عليه، ودخول الدولة العظمى في حروب استنزاف أشدها كلفة واستمراراً هي ما تجرها إسرائيل إليها، والنموذج الماثل الآن هو الحرب على غزة، التي أنتجت حرباً موازية في الضفة، وحرباً متزامنة كذلك على الجبهة الشمالية، وحرباً امتدت إلى باب المندب، هكذا أدارت أمريكا رد فعلها على واقعة الحادي عشر من سبتمبر، على نحو بدت فيه الخسائر المادية في ذلك اليوم الرهيب، كأنها تكاد لا ترى أمام ما تلاها من خسائر لأمريكا وحلفائها وشعوب المنطقة جميعاً.

 

 

 

Loading...