خوف نتنياهو على مصيره، أصبح المحرك الأساسي وربما الوحيد، لسلوكه في كل الاتجاهات، فمن أجل مصلحته يطيل أمد الحرب على غزة، رغم موقف المؤسسة العسكرية والأمنية.
ومن أجل مصلحته الشخصية، يوسع الحرب أينما وجد سبيلاً لذلك، والضفة مع غزة على رأس أهدافه.
ومن أجل مصلحته يفتعل مشاكل مع الأردن وكذلك مصر.
كل ذلك فعله نتنياهو وما يزال، ولا أحد يعرف إلى أين ستصل الأمور، في ظل قيادته وتحكمه بالقرار السياسي والعسكري لإسرائيل، وحين نقول "لمصلحته" فمعه كثيرون يرتبط مصيرهم بمصيره، ويجمعهم ائتلافه الذي أبرز أقطابه سموتريتش وبن غفير، الذين يجرّانه من حفرة إلى أخرى، وما أن يحاول إبداء مرونة في أمر ما يهددانه بتركه لمصيره، ما يعيده فوراً إلى القفص الذي يسجنونه فيه.
غير أن فضيحة الفضائح التي لم يستطع نتنياهو تفاديها رغم محاولاته المستميتة، هو ذلك الفيلم الوثائقي الذي عُرض في مهرجان تورنتو السينمائي، والذي يوثّق فساده بالصوت والصورة والوقائع المثبتة.
غرور نتنياهو، هيّأ له بأنه يستطيع منع عرض الفيلم باستصدار قرار قضائي بذلك، غير أنه فشل، وقد عُرض الفيلم فعلاً، ويُتوقع أن توزع منه ملايين النسخ على دور السينما، ومحطات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي.
لسوء حظ نتنياهو، أنه لم يستطع إرسال "جيش الدفاع" إلى تورنتو لمنع عرض الفيلم، ولم يهدد بجعل تورنتو غزة ثانية.