وُلد مع القضية الفلسطينية، وكأن الأقدار هيّأته ليكون أحد أهم سدنة ثقافتها الوطنية والعربية والعالمية.
مع فارق السن إلا أنه كان توأما لمحمود درويش، اختاره الشاعر الكبير ليكون شريكه في قيادة مركز الأبحاث الفلسطيني، الذي أنتج واحدة من أهم المجلات وأرقاها "شؤون فلسطينية".
كان محمود درويش ملك الشعر، وكان إلياس خوري ملك الرواية الحديثة، والكاتب المبدع والمتدفق في الفن والأدب والثقافة والنقد.
لقد أثرى مكتبات العالم حيث ترجمت أعماله الراقية والمميزة والمجددة، إلى الإنجليزية والفرنسية والهولندية والألمانية والعبرية والإيطالية والبرتغالية والنرويجية والإسبانية والسويدية، كل ما أنتج كان عالمي المستوى، إلا أن أحد أهم ابداعاته كانت رواية "باب الشمس" التي عالج فيها بتمكن وإبداع مميز قضية اللاجئين الفلسطينيين، ولجودتها أُنتجت فيلماً سينمائياً.
التحق إلياس خوري في الثورة الفلسطينية في أخطر مراحل وجودها على الأرض اللبنانية، كان واحداً من أعمدة البناء اللبناني الفلسطيني العربي، الذي صاغ تجربة الثورة من مخيمات لبنان وقراه ومدنه.
حين غادرت الثورة وكان توأمه محمود درويش من ضمن المغادرين، واصل حمل الشعلة الثقافية والإبداعية من وراء متاريس الصحافة والثقافة والأبحاث والدراسات، إذ تكرّس منذ الرحيل الكبير في العام 82، حتى رحيله المهيب في العام 2024.. كحارس أمين على تراث التجربة ومضامينها الإنسانية الراقية.
رحل إلياس عن سبع وسبعين سنة، غير أنه خلّف لنا وللأجيال القادمة انتاجاً أدبياً وصحافياً وبحثياً يجعله حيّاً بل وخالداً في العقول والقلوب.