مقالات مختارة

اقتلاع «حزب الله» فوراً.. | آفي برئيلي

لم تكن «صفقة المخطوفين» إلا محاولة لإخضاع إسرائيل، وفرض التسليم ببقاء الوحش «الحمساوي» في غزة لاحقاً، والذي سيكون مرتبطاً عبر الصحراء بـ»بؤر الشر» في العالم الإسلامي والعربي، خاصة مع إيران.
«الوسطاء» في مصر وقطر، يريدون إخضاع إسرائيل. أما أميركا بقيادة الحزب الديمقراطي فتريد إضعاف إسرائيل كي تمنع حرباً بينها وبين إيران ووكلائها الآخرين. هذا هو تفسير ارتباطهم بالخطوة التي تسمى «صفقة مخطوفين» بتلاعب عاطفي. هذه ليست إلا خطوة وحشية ستبقي معظم المخطوفين لدى منظمة «نازية» وتنزل إسرائيل على ركبتيها في «وقف النار». في النقب وفي الجليل سينتشر الخراب، حين يتبين للسكان أن إسرائيل أُخضعت.
ينبغي الأمل أن يخيب ظن «الوسطاء» وعلى رأسهم الولايات المتحدة. فالغباء الإستراتيجي العميق لقيادة الحزب الديمقراطي الحاكم في الولايات المتحدة، والتظاهرات اللاسامية للجناح الراديكالي في الحزب زادت على ما يبدو الشهوات الهدامة في قلب السنوار. الولايات المتحدة هي التي أفشلت نفسها أكثر مما أحبط رئيس الوزراء نتنياهو خططها، ودفعت السنوار للتمترس في المواقف التي لا يمكن للإدارة الأميركية أن تفرضها على نتنياهو.
إن تشوش خطة الإضعاف الأميركية تؤثر مباشرة على المعركة الشمالية ضد إيران وجيش «حزب الله» التابع لها. لقد سعى الأميركيون ليعيدوا الشيطان «الحمساوي» في القطاع إلى القمقم، كي يتمكن «حزب الله» من أن يوقف من طرف واحد حرب الاستنزاف التي اضطر ليخرج إليها في الوقت الذي تقاتل فيه «حماس» في سبيل حياتها.
يقترح الأميركيون على إيران و»حزب الله» طريق خروج من مواجهة عسكرية شاملة مع إسرائيل، والتي بوضوح لا يريدونها الآن، مثلما نتعرف نحن من امتناعهم عن رد ناجع على تصفية قائد «حزب الله»، فؤاد شُكر، في بيروت، وزعيم «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران. لكن طريق الخروج هذا سد في وجه الولايات المتحدة و»حزب الله» وإيران حين تكون إسرائيل تواصل الدوس على رقبة «حماس» في القطاع بغياب وقف نار. وإسرائيل مضطرة لأن تواصل هذا الدوس بل أن تشدده: مثلاً إخلاء شمال القطاع ممن تبقى من سكان، وتوسيع أعمال الهدم والكشف وحظر البقاء حول محور «نتساريم» وفي المجال الممتد من الشمال إلى الشرق لمحور فيلادلفيا. فالتنكيل بالمخطوفين، وغياب «صفقة»، والاضطرار لاقتلاع «وحش الشر» من القطاع – هذه دوافع حيوية ومصادر شرعية لإسرائيل لمواصلة الضغط في القطاع، بل تشديده دون زيادة حجم القوات هناك.
وضع الأمور هذا يبقي «حزب الله» عالقاً في حرب الاستنزاف التي لا يمكنه أن يحسم فيها، وهو يخشى توسيعها. أما إسرائيل بالمقابل فيمكنها أن تحسم فيها إذا ما خرجت إلى هجوم شامل في الشمال. المصلحة الإسرائيلية معاكسة للمصلحة الأميركية، كما تراها قيادة الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة. فلغرض بقائها دولة سيادية لشعب حر في بلاده فإن إسرائيل ملزمة بكسر «جيوش الإرهاب» التابعة لإيران حولها، اقتلاع «حماس» من القطاع، واقتلاع «حزب الله» من جنوب لبنان، وتحييد جيش صواريخه من خلال احتلال مؤقت وإبادة قدرته.
ستكون هذه حرباً ضروساً لكن حيوية لبقاء إسرائيل. خاصة في ضوء البديل أن تكتسب إيران قدرة هجوم نووي، وبرعايته تواصل أو تستأنف هجمات استنزاف فتاكة ضد إسرائيل من الشمال، من الجنوب الغربي، ومن الشرق، على أعتاب المراكز السكانية الإسرائيلية. هذه رؤيا من شأنها أن تدفعنا إلى الانهيار، وتجبر السكان على الهروب، بل تتسبب بهجرة الإسرائيليين، مثلما حصل في الحروب في سورية ولبنان.
من المحظور أن نغفو، مثلما غفونا حيال «حماس» وباقي «الإرهابيين» في «المناطق». هجوم شامل في الشمال الآن، قبل لحظة من تحول إيران إلى نووية. ستكون هذه حرباً وقائية وجودية. كما أنها ستفتح أمامنا إمكانيات لإحباط المشروع النووي الإيراني.

 

عن إسرائيل اليوم

 

 

Loading...