الحركة الصهيونية وعصاباتها لم تتوانى في استخدام كل الوسائل لمحاربة الفلسطينيين حيث توصلت الصحافية الإسرائيلية هآرتس إلى وثائق تؤكد رسمياً تنفيذ عملية تسميم لآبار المياه في (إبريل 1948) شملت المنطقة الواقعة بين القدس ويافا (بدو، بيت سوريك وبيت محسير)، وامتدت إلى الشمال في منطقة عكا وعيلبون وإلى الجنوب في منطقة غزة. إضافة إلى مناطق أخرى مثل أريحا وبئر السبع، وقد أشارت التقارير أن العصابات الصهيونية استخدمت أسلحة بيولوجية تؤدي للإصابة بالتيفوس والديزنطاريا(الزحار)، وكانت العصابات تركز على القرى المهجرة لمنع أهلها من العودة إليها. وشارك في هذه العمليات قادة وشخصيات مرموقة منهم (دافيد بن غوريون، ويغئال يدين وموشيه ديان وافرايم كتسير).
من جهة أخرى وأثناء الانتفاضة الأولى تم الكشف عن محاولات وضع مادة تؤدي إلى العقم في مياه الشرب التابعة لمدارس البنات شمال الضفة الغربية.
أمّا اليوم فقد تولى زمام الحرب الجديدة ضد الفلسطينيين المستوطنون الإسرائيليون عبر تسميم وتلويث مياه الشرب من خلال ضخ نفايات المستوطنات ومياه مجاريها العادمة نحو مصادر المياه الفلسطينية الصالحة للشرب. هذا النهج الإسرائيلي الجديد، تسبب مؤخراً في تسمم أكثر من ألف فلسطيني في قرية مرادا ببلدة سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة.
لقد أدلت إيمي لفنات، رئيس شعبة الأدوية في وزارة الصحة الإسرائيلية بتصريحاتٍ في شهر تموز (يوليو) من العام 1997، أكّدت فيها وأمام الكنيست على ما أدلت به عضو الكنيست داليا إيتسك حول تجارب الأدوية على الفلسطينيين وأضافت لفنات على ما قالته إيتسك بأنّ هناك زيادة سنوية قدرها (15%) في حجم التصاريح التي تمنحها وزارتها لإجراء المزيد من تجارب الأدوية الخطيرة على الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الإسرائيلية كلّ عام، وهذا يرفع عدد التجارب ليصبح إجمالي التجارب (6000 تجربة) سنويًا، على حدّ قولها.
وفي هذا السياق أجرت صحيفة (برافدا) الروسية تحقيقاً موسعاً حول تنفيذ حكومة إسرائيل للتجارب الطبية على الأسرى الفلسطينيين والعرب، بما في ذلك حقنهم بفيروسات خطيرة، وخاصة الأسرى الذين يقترب موعد إطلاق سراحهم. وبينّت الصحيفة أنّ العديد من الأسرى الفلسطينيين يعانون بعد خروجهم من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي من أمراض عضال، أو إعاقاتٍ مُستدامةٍ، نتيجة الممارسات الإسرائيلية إزاءهم، كما قالت الصحيفة، نقلاً عن مصادر في تل أبيب وفي الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
لقد استخدمت إسرائيل في عدوانها على الشعوب العربية منذ تأسيسها أدوات استخدام يومي مفخخة مثل الأقلام وألعاب الأطفال إلى أن وصلت إلى تفخيخ أجهزة الاتصال التي يستخدمها القطاع المدني خاصة المشافي أكثر من أي قطاع آخر أدى تفجيرها على مدى يومين إلى سقوط عشرات الشهداء وعدة آلاف من الجرحى. ومن يعرف إلى أي حد سيستخدم الكيان الصهيوني التكنولوجيا في حربه على الأمة العربية. أعتقد جازماً أنهم سيستخدمون وسائل الاتصال الأكثر تطوراً عندما تتاح الفرصة مثل الخليوي بكل فئاته. فمن سمم المياه ومنع الغذاء والدواء عن غزة قد يقوم باستخدام البضائع وليس هناك أي ضمانة لعدم حدوث ذلك فهل سيتعظ العرب وخاصة الفلسطينيون واللبنانيون؟ وهل ستعاقب المنظومة الأممية هذا الكيان على هذه الجريمة ضد الإنسانية وباقي جرائم الحرب التي يمارسها منذ تم زرعه كسرطان في أحشاء الأمة؟
إن الفلسطينيين قبل غيرهم مطالبين بممارسة أقصى درجات الحيطة والحذر من حيل ووسائل هذا العدو المجرم في الإبادة، فليس بالسلاح وحده يعمل على إبادة شعبنا، لقد تخطى كل القوانين والأعراف منتهكاً كل القيم الإنسانية عبر حرب غير مسبوقة حرم سكان غزة من المدنيين من أبسط حقوقهم في الغذاء والدواء حتى يموتوا موتاً بطيئاً أو يهاجروا.
لذلك ومنطلقاً من كل ما سبق فأنني وبأعلى صوت أقول أن مقاطعة بضائع العدو لم تعد خياراً بل تعدت ذلك إلى حماية الذات فمن مارس كل الموبقات السابقة لن يتردد في استخدام البضائع التي تأتي إلى الشعب الفلسطيني حسب الاتفاقيات الموقعة سواء من انتاج الكيان أو حتى المستوردة.
قاطعوا حماية لأنفسكم وابنائكم.