مقالات مختارة

ترامب سيئ لإسرائيل ولليهود | عوزي برعام

 

 

 

دونالد ترامب شخص قاس وغير متطور. لا توجد لديه زلة لسان، فجميع خطاباته هي زلة لسان. تصريحاته هي تصريحات هاوٍ سياسي لم يكن ليجتاز امتحان التربية المدنية أو السياسة الحديثة في كلية في ألاباما.
عندما يقوم بمهاجمة خصمته، كمالا هاريس، فانه لا يحاول تحدي قيمها التي تعارض القيم التي جاء ليمثلها. هو يريد تصويرها مؤيدة لـ «حماس» والإسلام، وكارهة لإسرائيل. كل ذلك بأقوال «حازمة» لمرشح يمكن أن ينتخب رئيساً للولايات المتحدة في تشرين الثاني القادم.
يجد ترامب صعوبة في اختيار الكلمات. فهو يقول ما في قلبه. وبين حين وآخر، عندما يشعر بأنه يجتاز الخطوط الحمر، يتوقف لحظة وبعد ذلك يواصل الاندفاع بسرعة. اذا كانت كمالا هاريس تقول بأنه اذا هزمت في هذه الانتخابات بسبب اليهود فان ابواق اليمين ستطلق هتافات الفرح، وتتهمها بأنها استسلمت للتقدميين الذين يؤججون الجامعات، وهي ايضا مدانة بمعاداة السامية التي تنشأ من معاداة إسرائيل.
يقول ترامب هذه الأقوال لأنه هكذا يتحدث. هو يرضع من ثدي لاساميين يوجدون عميقا في اليمين الأبيض، اليمين الذي يحب السلاح والذي تربى على كراهية اليهود، وأقام حزاما من المنظمات اللاسامية المؤيدة لترامب. هم يؤمنون من أعماقهم بأن اليهود يسيطرون على كل المجالات في الولايات المتحدة.
يتظاهر ترامب بالغباء في الوقت الذي يدير فيه معظم يهود أميركا ظهورهم له. فهو لا يمكنه معرفة لماذا يفضلون كمالا هاريس عليه، ولا يمكنه الاعتقاد بأن معظم اليهود موالون لدولتهم الليبرالية والتي تحترم القانون، وأنهم لن يصوتوا لمرشح يمثل كل ما يكرهونه.
لم نستيقظ بعد من اقواله حول خطيئة اليهود وهو يعلن بوجهه الاحمر وبشكل قاطع: اذا تم انتخاب كمالا هاريس فان دولة إسرائيل ستدمر. ومؤيدوه في إسرائيل يصمتون. هم لا ينبسون ببنت شفة في الوقت الذي يعرض فيه إسرائيل ليس كذخر استراتيجي، بل كعبء ثقيل يحتاج الى إنعاش من قبله كرئيس قادم.
ترامب جيد لإسرائيل في نظر الكثير من الإسرائيليين. هم لا يتعمقون في معنى أقواله لأنهم يشعرون أنه سيدعم إسرائيل بدون قيود. هو لن يدقق في المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، ولن يهتم بالترتيبات الأمنية. هو سيكون قويا وحازما في دعم إسرائيل. ولكن حزب ترامب يؤيد الانفصال. ومن المشكوك فيه أنه كان سيرسل حاملات الطائرات الى البحر المتوسط لردع ايران، لأنه في نهاية المطاف لا يريد تورط اميركا بشكل مباشر في أي نزاع دولي.
حتى الآن ما زال يطرح سؤال كيف لجمهور واسع يسير وراء مرشح يحاول تفسير اضرار الهجرة الى الولايات المتحدة بالقول إن المهاجرين يأكلون الحيوانات الاليفة الموجودة لدى جيرانهم. الابتذال والوحشية تجعل من المستحيل تأييد مثل هذا المرشح حتى لو كان من خريجي مدرسة دينية.
ترامب هو أمل الذين يؤمنون بالقوة الوحشية، ولا يستوعبون أننا لسنا أكثر من نقطة يهودية صغيرة في الشرق الأوسط العربي. لا توجد لنا أي احتمالية للوجود إلا باتفاقات سلام (مرفقة بقوة الردع)، والى جانب ذلك، كيف يمكن تأييد مرشح يقول «أنا الشخص الأكثر شعبية في اميركا، اكثر من الفيس بريسلي (مغنٍ وكاتب أغاني وممثل أميركي راحل- المحرر)؟».

 عن هآرتس

 

 

 

 

Loading...