فك الارتباط.. الجميع في انتظار قرار نتنياهو

الرئيسان بايدن وماكرون في انتظار قرار نتنياهو

 

 

 

يدور سؤالٌ عمره سنة يقول... هل أخطأ حزب الله بفتح الجبهة الشمالية كجبهة إسناد لغزة أم أصاب؟

وككل سؤال في عالمنا العربي، انقسم القوم حوله بين من رآها خطوةً خطرةً كان من الأفضل تجنبها، وبين من رآها عين الصواب، كنموذج يستحق أن يُحتذى في إسناد المقاومين، ومنع العدو من الانتصار عليهم.

بعد سنةٍ من الحرب، يظهر أن لا لزوم لمواصلة طرح هذا السؤال، والاختلاف حول الإجابة عنه، ذلك أن صاحب القرار المباشر فيه حزب الله، الذي ازداد توغلاً في الحرب، وازداد تمسكاً بخيار الارتباط مع غزة.

الفصل الراهن من الحرب المفروضة على حزب الله، أو التي فرضها على نفسه، ورغم الخسارات الفادحة التي تكبدها، جعله مضطراً لمواصلة إصراره على ربط الجبهتين، وأي تراجعٍ من جانبه عن هذا الربط المكلف سيسجل عليه كهزيمة استراتيجية، وسيتعرض لاتهامٍ وإدانة بأنه فتح معركة عالية الخسائر وتخلى عنها، بما يعنيه ذلك من خذلان للحليف، وتمكين للعدو من تحقيق أهدافه بالاستفراد بغزة، وإكمال خططه لحسم الحرب فيها لصالحه.

لا أحد يرى الفصل بين الجبهتين ممكناً ومفيداً وعاملاً بناءً سوى نتنياهو وجنرالاته، حتى الأمريكيين الذين يعملون الآن على هدنة لأيام معدودات على الجبهة الشمالية، يرون أن هدنةً في غزة تقود حتماً إلى هدنة في لبنان، وهذا يجسد ارتباطاً عضوياً وسياسياً بين الجبهتين.

الحديث الآن في أمر الارتباط ليس حول القتال بل حول الحل، وللمرة الثانية نرى العالم يصطف في جهة وإسرائيل وحدها في الجهة المقابلة.

العالم ومن ضمنه أمريكا وأوروبا والعرب، يعملون على هدنة تشابه الهدن التي عملوا عليها بشأن غزة، والتي وحده نتنياهو من أفشلها، فهل ينجح هذه المرة في كسر احتشاد العالم حول وقفٍ لإطلاق النار على الجبهة الشمالية؟

أم أن العالم سينجح هذه المرة في هدنة ربما توفر فرصة مواتيةً لحلٍ سياسي يأخذ الجميع إلى تطبيق متجدد ومتفق عليه للقرار 1701؟

أم أن نتنياهو سيذعن ولو من قبيل المناورة لإجماعٍ دولي ينشد هدنة مؤقتة كفرصة لتوفير حل سياسي دائم؟

سنرى.. والأمر لا يحتاج إلى وقت طويل لنعرف إلى أي تتجه الأمور.

في إسرائيل يتجادلون حول هذا الأمر، والعالم ينتظر قرار الزعيم الفرد نتنياهو.

 

 

 

Loading...