في آخر استطلاع للرأي، عاد نتنياهو إلى احتلال المرتبة الأولى لو جرت الانتخابات اليوم.
ووفق هذا المسار التصاعدي في حالته، فمن المحتمل أن يزداد وضعه تقدماً، إذا ما نجح في إعادة المهجرين إلى بيوتهم، بفعل الضغط العسكري الحاسم في أمر التسوية السياسية.
بنيامين نتنياهو أكثر من عرف المزاج الإسرائيلي وتعامل معه، لذلك سجّل في مسيرته السياسية أعلى رقم قياسي في الفوز والبقاء في الموقع، كما سجّل أمراً يقارب المعجزة، حين أفلت من جرائم عظمى ارتكبها ومثل أمام القضاء الإسرائيلي كمتهم رسمي، وها هو يعمل على الإفلات من القضاء الدولي، وهو المتهم بارتكاب جرائم حرب أمام محكمة الجنايات الدولية.
كلمة سر نتنياهو ليست عبقريته في اللعب على المتناقضات، والمناورة مع الخصوم والأصدقاء، ولا حتى لعبه على الحبال مع الأمريكيين من داخل ملعبهم، كل ذلك ساعده كثيراً، في حربه من أجل البقاء. غير أن العامل الحاسم في هذه الحالة، هو جرأته منقطعة النظير على القتل والتدمير، وتحويل جثث الفلسطينيين واللبنانيين إلى أصوات تصب داخل صناديق الاقتراع.
نتنياهو فرض على إسرائيل معادلة دائمة، قوامها... الحرب ومزيد منها هي القاعدة، والسلام مع الفلسطينيين هو الاستثناء الممنوع، حتى لو اجتمع الكون كله عليه.
القتل وفّر لنتنياهو عودة إلى الواجهة من جديد، إلا أنه لم يدرك بعد، أو أنه لا يريد أن يدرك، حقيقة أن الدولة العبرية التي يقود سياساتها ومغامراتها، أضحت معضلة كونية بالنسبة لأصدقائها وخصومها على حدٍ سواء.