موت رشاد ليس حدثاً هامشياً

 

 

 

في اليوم الستين بعد الثلاثمائة، من عمر الحرب الكبرى التي تشتعل نارها على غزة والضفة ولبنان وحتى اليمن.

وغزارة الدم واتساع مساحات الدمار، واكتظاظ طوابير المهاجرين إلى أماكن مجهولة قريبة وبعيدة.

حتى صار هذا المشهد سمةَ زماننا، والعلامة السوداء الفارقة في تاريخ خذلاننا.

لا ننسى من تولوا على مدى تاريخنا وكفاحنا تزويد أجيالنا بغذاء روحي وعقلي، جعلنا قادرين على مواصلة الحياة ومواصلة اعتناق الفكرة الأرقى في ضمائر وعقول كل الشعوب.. الحرية.

في زاوية من زوايا الصحف اليومية، وضعت سطورٌ قليلةٌ هي خبر رحيل كاتب رواية "العشاق" رشاد أبو شاور.

قدر هذا الأديب المميز أنه عاش النكبة من أول أيامها، وسجل وقائع ما تلاها بأعمال روائية اتخذت سمة البساطة والمباشرة.

لم يكن مراقباً للأحداث بل كان مشاركاً فيها، حين تلزم البندقية حملها وقاتل بها، وحين يلزم القلم لم يغمده يوماً، وظل يسجل بلغة راقية كل صغيرة وكبيرة وقائع كفاح شعبه.

ما من معركة خطرة إلا وكان رشاد في قلبها، وحين كانت الصدفة توفر له نجاة منها، كان الراوي الأمين والحاذق لكل ما حدث بها، والمسجل الأمين لبطولات من خاضوها دون نسيان أحد.

غادرنا رشاد في اليوم الستين بعد الثلاثمائة من الحرب المصيرية المفروضة على شعبه وقضيته وأحلامه، ولكنه سيظل خالداً ليس في ذاكرتنا وإنما في حياة أجيالنا، وإن لم يرى انتصار شعبه بعينيه، فسيراه بعيون الأجيال التي كتب لها بأعمق الكلمات والمعاني.

 

 

 

كلمات مفتاحية::
Loading...