شابان من مدينة الخليل، أشعلا جبهةً في قلب يافا – تل أبيب، قتلت سبعة، وأصابت آخرين بجراحٍ خطرة، السلاح الذي استخدمه الشابان عبارة عن بندقيتين تم خطفهما من جنودٍ إسرائيليين.
هذا الخبر احتل المكانة الثانية بعد الهجوم الإيراني، الذي تقول إسرائيل إن آثاره الدموية والمادية محدودةٌ للغاية.
جبهة إيران تصفها إسرائيل بالاستراتيجية، وجبهة الشابين الخليليين في يافا تل أبيب، توصف بالثانوية.
المسؤول عن أمن إسرائيل الداخلي، يحمّل المسؤولية للمسجد الذي خرج الشابان منه، ويطالب بإغلاقه وتدميره، أمّا "جيش الدفاع" فقد اقتحم مدينة الخليل، ويبدو أنه أخذ قياسات منزلي الشابين لنسفهما كما جرت العادة.
***
نتنياهو عبّأ إسرائيل واستجابت له أمريكا، بأن الدولة العبرية تخوض حرباً وجوديةً على سبع جبهات، ونصّب على رأس هذه الجبهات السبعة إيران.
توخياً للموضوعية لا يجوز إنكار أن إسرائيل تواجه بفعل سياسيات نتنياهو عدة جبهات في وقتٍ واحد، غير أن ما ينكره صانع هذه الجبهات، حقيقة أن جذرها جميعاً هو حربه الدائمة القديمة والمتجددة ضد الوجود الفلسطيني كشعب وهوية وحقوق.
يقولون في إسرائيل إن إنكار الحقيقة الفلسطينية والحاجة إلى حلها، تبدو كل ما يُفعل على الجبهات الأخرى مجرد سراب، هذا ليس قولاً من عندنا بل هو لعوزي برعام الوزير السابق، ويقولون كذلك إن رفض نتنياهو إعطاء الفلسطينيين أفقاً سياسياً يحكم على إسرائيل خوض صراعٍ إقليميٍ دائم، وهذا ما قاله تامير بوردو ونمرود نوفك.
وما دام نتنياهو يجرّ إسرائيل من جبهةٍ إلى أخرى، ويواصل إنكاره لوجود شعب يعد بالملايين على أرضه، فسيظل في الدوامة، وسيظل العالم كله منشغلاً بحروبٍ تعرف إسرائيل كيف تبدأها ولا تعرف كيف تحسمها.