ثمة قراران دراماتيكيان يوشكان أن يُتخذا في الفترة القريبة القادمة من قيادتين في المنطقة. القرار الأول هو للقيادة الإيرانية. فالزعيم الأعلى، علي خامينئي، يتعين عليه ان يقرر كيف، إذا قرر ذلك، سترد ايران على الاحداث في لبنان؛ تصفية نصرالله وفي واقع الامر أيضا اغتيال إسماعيل هنية. على طاولته ثلاث إمكانيات: هجوم مكثف على إسرائيل، الأمر الذي جربه الإيرانيون وفشل في نيسان الماضي. حدث مركّز وأليم بقدر ما يمكن – موضوع يحاوله الإيرانيون منذ نصف سنة، بلا نجاح. او صبر إستراتيجي؛ صبر يحاول أن يبني من جديد إمكانية ضرب إسرائيل مع «حزب الله» الذي يعاد ترميمه.
القرار الثاني هو للزعامة في إسرائيل. ان هجوما وقائيا على المنشآت النووية الإيرانية يوجد على طاولة أصحاب القرار. الرافعتان الكبيرتان اللتان بنتهما طهران لأجل ردع إسرائيل، «حزب الله» و»حماس» تضررتا بشدة، وتضررت قدرتها على الرد على هجوم إسرائيلي محدودة الآن. لكن هذا يمكن أن يتغير الى ما هو أسوأ. فالتوقيت السياسي الذي يصعب فيه على البيت الأبيض فرض «فيتو» هو اعتبار إضافي. تضيف الصدمة الإقليمية من انقلاب الميل – الكفيلة بان يكون تاريخية – فقط لأولئك الذين يدعون بان الفرصة الذهبية حلت.
هل يمكن لإسرائيل ان تدمر أجهزة الطرد المركزي كلها او مجموعة السلاح (الصغيرة، المحدودة) للايرانيين؟ الجواب هو لا. هيا نفترض ان سلاح الجو يمكنه، في إخطار صفر، ان يدمر 40 في المئة. فهل هذا كاف؟
هنا توجد اعتبارات كبرى، ثقيلة الوزن. هجوم في ايران يمكنه أن يمنح شرعية دولية للنظام للتقدم الى القنبلة (هم على أي حال في الطريق، سيقول المؤيدون للهجوم). وهو سيجعل الحرب إقليمية بشكل كامل ومطلق. المواجهة مع ايران، مباشرة، يمكنها أن تستغرق سنوات. يوجد للإيرانيين صبر، و»حماس» و»حزب الله» ضعيفان، لكنهما لا يزالان موجودين ويشكلان تهديدا عسكريا. توجد اعتبارات فنية مختلفة. يوجد سؤال حول الروس الذين حسب منشورات أجنبية هم ذوو قدرة على الإغلاق بآليات الدفاع الجوي خاصتهم على طائرات سلاح الجو في أرجاء الشرق الأوسط، واذا أرادوا فسيسقطونها. الدفاع الجوي الإيراني ذو مغزى. ايران يمكنها أن ترد على قوات أميركية او دول عربية. اذا لم ينسق الهجوم مع كل هؤلاء فان المعاني يمكنها أن تكون جسيمة على إسرائيل. بعد الهجوم سيكون سهلا على الإيرانيين ترميم القدرات والتقدم مرة أخرى.
الجدال في إسرائيل يمكن أن يحسم من خلال قرار إيراني. اذا ارتكبت طهران خطأ وهاجمت إسرائيل فإنها تفتح ثغرة لمعسكر الهجوم لتحقيق أهدافه. من يدري، ربما بمساعدة أميركية، قبل أو بعد الانتخابات. نوجد في لحظة دراماتيكية تحتاج الى يد مستقرة جدا على الدفة.
عن يديعوت