هنالك فضائح مثيرة تتعلق بواقعة معينة، تؤدي إلى نتائج مدمرة لضحاياها، منها مثلاً فضيحة ووترغيت الشهيرة، التي أثارها الصحافي المخضرم الذي كان شاباً في حينه، حيث كشف بوب وودوارد وزميل له، عملية تجسس قام بها رجالات الرئيس نيكسون على المقر الانتخابي لمنافسه الديموقراطي ماكغفرن.
شغلت ووتر جيت الرأي العام الأمريكي والعالم لسنوات طويلة، وقد أسفرت عن محاكمة الرئيس وإدانته، ولم ينجو من العقوبة إلا بفعل استقالته قبل انتهاء ولايته وحصوله على عفو من خلفه الرئيس جيرالد فورد.
وفضيحة أخرى مدوية هزت أركان الرئيس ريغان وهي فضيحة إيران غيت أو كونترا غيت، وملخصها حين كانت أمريكا في الأدبيات الثورية الإيرانية توصف بالشيطان الأكبر، وكانت أميركا تقدم إيران على أنها سيدة الإرهاب في العالم، كشف النقاب عن صفقة سرية أبرمتها أمريكا مع إيران بمشاركة إسرائيل، وتقضي بتقديم صواريخ حديثة وقوية التأـثير لإيران استخدمتها في حربها على العراق، وأن تذهب عائدات الصفقة إلى ثوار الكونترا المناهضين للحكم اليساري في نيكاراغوا، والمدعومين من أمريكا كدرع يستخدم لضرب النظم المعادية لها.
مفجر فضيحة ووتر غيت السيد وودوارد ألّف كتاباً سيصدره بعد أيّام بعنوان "حرب" ومن قبيل الدعاية لهذا الكتاب عرض تفصيلاً كيف كان الرئيس بايدن يشتم نتنياهو حد وصفه بابن الزانية، وفي نفس الوقت كان عاجزاً عن التأثير عليه بحيث بدا نتنياهو أقوى من بايدن، ولم تنجو السيدة كامالا هاريس حيث قال عنها أنها وجهت لنتنياهو كلاماً قاسياً في الإعلام ولكنها كانت ودودةً معه في المحادثات التي تجري في الغرف المغلقة.
فضائح ووتر غيت والكونترا كانت تتعلق بسلوك الرؤساء، أمّا فضيحة وود وارد الأخيرة فتتعلق بسياسة دولة، لم ينقص وودوارد سوى استعارة المثل العربي الشهير.. أوسعت نتنياهو شتماً وفاز بالإبل.