في التاسع من أكتوبر مزّقت قنبلة شديدة الانفجار جسد القائد الفلسطيني الشاب ماجد أبو شرار.
كان وضعها عملاء الموساد تحت سريره في أحد فنادق العاصمة الإيطالية روما.
كان ماجد الوجه الإعلامي الأبرز لجيل التأسيس الأول لحركة فتح، وكان أول مسؤول لجهاز الإعلام الفلسطيني الموحد، الذي جمع كل إعلاميي الفصائل في جهاز واحد، ومن ضمنهم كبار الكتاب والشعراء والمبدعين الفلسطينيين ومن معهم من العرب، الذين تطوعوا في الثورة الفلسطينية وتفرغوا في مؤسساتها الثقافية والإعلامية.
لم يكن المثقف والسياسي والإعلامي ماجد، أول الذين اخترقت أجسادهم رصاصات الاغتيال، أو مزقتها القنابل المتفجرة الموقوتة، أو قذائف المدفعية المباشرة والطائرات، لم نذكر أسمائهم خشية أن ننسى ولو واحداً منهم، فهم جيش كبير، وما من معركة قريبة أو بعيدة إلا واستشهد واحد منهم أو أكثر فيها.
صباح الخير يا ماجد قصيدة خالدة خلود قائلها محمود درويش.
صباحُ الخير يا ماجدْ
صباح الخيرْ
قُمِ اقرأَ سُورَةَ العائدْ
وحُثَّ السَيْرْ
إلى بلدٍ فقدناهُ
بحادث سيرْ
صباحُ الورد يا ماجدْ
صباح الوردْ
قُمِ اقرأ سُورةَ العائدْ
وشُدَّ القَيْدْ
على بَلَدٍ حملناهُ
كوشم اليدْ
صباحُ الخير يا ماجدْ
صباح الخير والأبيضْ
قم اشربْ قهوتي، وانهضْ
فإن جنازتي وَصَلَتْ. وروما كالمُسَدَّس ,
كُلُّ أرض الله روما , يا غريب الدار , يا لحماً يغطي الواجهات وسادة
الكلمات , يا لحم الفلسطينيِّ , يا خبز المسيح الصَلْبَ , يا قُرْبَان حوض
الأبيض المتوسط ... اختصر الطريق عليك يا لحم الفلسطينيِّ , يا سجادة
الوثنيِّ , يا كهف الحضارات القديمة , يا خيام الحاكم البدويِّ , يا درع
الفقير ويا زَكَاةَ المليونير , ويا مزاداً زاد عن طلبات هذي السوق , يا حلم الفلسطينيَّ في الطرقات , يا نهراً من الأجساد في واحدْ
تجمِّع , واجمع الساعدْ
....ويا لحم الفلسطينيِّ فوق موائد الحُكِّام , يا حَجَر التوازن
والتضامُنِ بين جَلاَديكَ . حَرْفُ الضاد لا يحميك , فاختصر الطريقَ عليك يا لحم الفلسطينيِّ , يا شرعيَّةَ البوليس والقدِّيس إذ يتبادلان الاسم , إذ يتناوبان عليك, يمتزجان , يتحدان , ينقسمان مملكتين , يقتتلان فيك , وحين تنهض منهما يتوحَّدان عليك يا لحم الفلسطينيِّ , يا جغرافيا الفوضى
ويا تاريخ هذا الشرق , فاختصر الطريق عليك ... يا حقل التجارب للصناعات الخفيفة والثقيلة ’ أيها اللحم الفلسطينيُّ ’ يا موسوعة البارود منذ المنجنيق إلى الصواريخ التي صُنِعَتْ لأجلك في بلاد الغرب , يا لحم
الفلسطينيَّ في دُوَل القبائل والدويلات التي اختلفت على ثمن الشَّمَنْدَرِ, والبطاطا , وامتياز الغاز , واتَّحَدتْ على طرد الفلسطينيَّ من دَمِهِ
تَجَمِّعْ أيها اللحم الفلسطينيُّ في واحدْ
تَجَمَّعْ واجمع الساعدْ
لتكتبَ سُورَةَ العائدْ....