لا أحد يعرف.. وذلك يعني أن لا شيء جدياً تحقق، مع أن الذي كان مطروحاً بمبادرة من الأشقاء المصريين هو موضوعٌ جزئي، أي تشكيل لجنة مشتركة تتولى مهام الحد الأدنى الذي يمكن أن يتاح في أمر غزة.
يقال.. إن حماس طالبت بالتخلي عن اللجنة وتشكيل حكومة جديدة تشارك فيها أو في تشكيلها، ويقال.. إن الأمور تعطلت أو توقفت عند هذه النقطة، إن أشقائنا المصريين يواصلون جهود الوساطة لعلهم يجسرون الهوة بين الطرفين! بينما يدرك المتحاورون الذين لم يتفقوا على أن اللجنة التي يجري الحديث عنها والحكومة المطلوبة من قبل حماس أن الأمر كله سيظل مجرد حبر على ورق، ما دامت اللجنة أو الحكومة لا تستطيع العمل على أرض غزة حيث الاحتلال يرفض مجرد وقوفها على معبر رفح.
هل هذا ما وصلنا إليه، ونحن في غمار حرب إبادة مصيرية، لم تتوقف عند ما حدث في غزة حيث مقتلة العصر للبشر والشجر والحجر؟ بل تمتد إلى الضفة بما يضع حتى موسم الزيتون تحت الخطر؟
هل هكذا تعالج الطبقة السياسية قضية الشعب الفلسطيني والتحديات المصيرية التي تواجهه؟
العالم الذي وقف معنا ينظر باستغراب وحتى باستخفاف لهذا العبث، أمّا الشعب الفلسطيني فلم يعد يكترث بما يجري على هذا الصعيد فقد يئس من طبقته السياسية ليس الآن، وإنما منذ أول فشل منيت به الوساطات العربية والدولية لإنهاء الانقسام.