تمكن بنيامين نتنياهو من تطوير حربه لتقف على أبواب إيران، عمر هذه الحرب تجاوز السنة، ووفق مساراتها المصممة من قبله وممن معه في أمريكا، فقد تحتاج إلى سنة أخرى أو أكثر، حتى تتهيأ المنطقة والعالم لتسويات سياسية تمليها نتائج الميدان.
السنة الأولى كانت جبهة غزة هي الرئيسية وما حولها كان اسنادياً أو تضامنياً. تعاملت معها إسرائيل كجبهات ثانوية يتم احتوائها تحت الأسقف التي تحول دون تحولها إلى حربٍ أوسع نطاقاً، استخدم في وصفها مصطلح الحرب الإقليمية.
السنة الثانية هي انتقال الزخم الرئيسي من غزة إلى لبنان، حيث الممر الاجباري للفصل الأخير من حروب نتنياهو "إيران".
منذ الأيام الأولى التي بدأت فيها الحرب على غزة وحتى الوقوف على أبواب إيران، لقي بنيامين نتنياهو تشجيعاً دولياً قادته الولايات المتحدة للاستمرار في الحرب، إذ تم تحييد فاعلية المعارضين لاستمرارها مع لعب الإدارة الأمريكية دوراً مزدوجا ظاهره الوساطة وجوهره توفير كل ما يلزم إسرائيل لمواصلة الحرب.
الشعارات التي أطلقها نتنياهو لتغطية حروبه على الجبهات السبعة هي تغيير الشرق الأوسط كله، وأساس التغيير أن تكون إسرائيل العسكرية الشريك الأول والأخير لأمريكا في المنطقة وهي صاحبة النفوذ الأقوى، وهذا هو الوصف الأدق لمصطلح الشرق الأوسط الجديد.
أمريكا لا تتحدث صراحة حول هذه الأجندة مع أنها تتبناها جملة وتفصيلاً، تاركة الإعلانات الصريحة والمتحمسة في الإفصاح عنها لبنيامين نتنياهو.
الدعم الأمريكي لنتنياهو سيظل متوفراً سواء كانت كامالا هاريس أو دونالد ترامب في البيت الأبيض بعد أقل من شهر، الأيام القادمة ستكون الأيام المؤدية إلى ذروة الفصل الأخير، غير أن ما يغيب عن ذهن نتنياهو ومن معه، أن الشرق الأوسط هو أخطر منطقة على وجه الأرض، بما فيه من فوضى وتناقضات وأجندات وصراعات، فهو من الأزل وسيظل إلى الأزل المنطقة الأكثر استعصاءً على السيطرة سواء من داخلها أو من خارجها.