المشاركة الأمريكية المباشرة في الحرب، كانت منذ أيامها الأولى، والأمر هنا لا يتصل بالمعدات والذخائر وتحريك الأساطيل، بل من خلال الحضور الميداني لضباط ومستشارين أمريكيين.
وفي هذه الأيام وبينما أمريكا تعلن أنها تسعى لوقف الحرب، فقد طورت مشاركتها المباشرة فيها بحيث وصلت أخيراً إلى إرسال منظومة الدفاع الجوي "THAAD" لتتولى حماية إسرائيل من الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى، بعد أن فشلت القبة الحديدة ومقلاع داوود من اعتراض الصواريخ المنطلقة من الجبهات السبعة، وآخرها ما أصاب بمقتل قاعدة بنيامينا المفترض أنها من الأشد تحصيناً وحماية.
الأطقم التي ستدير عمل المنظومة الأمريكية تتكون من ضباط ومهندسين أمريكيين ولا وجود لأي إسرائيلي بينهم.
وبذلك تقترب المشاركة المباشرة في الحرب من الاكتمال، وإلى جانب ما توفره أمريكا لإسرائيل من إمكانيات هجومية ودفاعية تشكل أكثر من تسعين بالمائة من مستلزمات الحرب، فهي توفر للقادة الإسرائيليين منصة للزهو والتبجح والتوغل في التدمير والقتل، ولمَ لا ما دامت أمريكا بكل إمكانياتها تقف وراء إسرائيل وحتى خططها الجنونية، وأحياناً تتوسل كلمة شكراً من إسرائيل لتسوقها في المزادات الانتخابية.
لا جديد في أمر الدور الأمريكي في هذه الحرب على صعيد المشاركة المباشرة، فقد حدث ذلك في كل الحروب السابقة غير أن الملفت للنظر هو أن أمريكا تشارك في حرب عبثية ما دامت بلا أهداف سياسية محددة، والهدف السياسي المقنع في الشرق الأوسط والذي تمتنع أمريكا عنه حتى الآن، هو الذهاب إلى جذر المسألة الشرق أوسطية وهي القضية الفلسطينية.
أمريكا المتوغلة في الصراع الشرق أوسطي منذ بداياته تعرف أكثر من غيرها أن الحروب الإسرائيلية التي تتولى الإنفاق عليها لن تصل إلا إلى إبقاء الشرق الأوسط في دوامة حروب لا تحسم، وإبقاء النزف الأمريكي مستمراً فيها.