كم كان بودنا أن نقول شكراً للوزيرين

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستين ووزير الخارجية أنتوني بلينكن

 

 

 

غزة في عمق كارثةٍ تتسع لتشمل كل جوانب الحياة فيها، وقبل خطة الجنرالات وأثنائها، لم ينجُ غزي واحد من القتل أو الإصابة أو الجوع أو العطش أو المرض أو التهجير، دون أن يتمكن أي طرف إقليمي أو دولي من مد يد العون ولو بالحدود الدنيا لأناس يتعرضون لكل ذلك.

دخل على الخط رسالةٌ غير مسبوقة، أرسلها وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيين لنظرائهما في إسرائيل، اتخذت سمة الإنذار، خلاصتها.. إن لم تفعلا البنود المرفقة -وهي كثيرة- وهدفها تخفيف الكارثة، بإدخال شاحنات إضافية عبر معابر محددة غير معبر رفح بالتأكيد، فسوف تتخذ الإدارة الأمريكية إجراءات تصل حد إعاقة إرسال شحنات أسلحة وذخائر إلى إسرائيل.

وبدل أن يقال فوراً منحت الرسالة حكومة إسرائيل شهراً للتنفيذ.

لماذا الرسالة؟ والأهم لماذا الترويج لها بعد دخول الحرب سنتها الثانية؟ ولماذا الشهر؟

الشهر هو المدة المتبقية على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، والسبب هو تذمرٌ في أوساط يسار الحزب الديموقراطي، يتطلب التخفيف منه لاستقطاب الأصوات.

جاء رد نتنياهو عليها بأنه سوف يدرس الرسالة، وما دام المدى الزمني لها شهر فهو كافٍ لمواصلة خططه، وما أن ينقضي يكون قد ظهر من سيكون رئيس البيت الأبيض، وهذا مهم في خطط نتنياهو وفرص الاستمرار فيها.

كان بودنا أن نقول شكراً.. ولكن لأننا جربنا وعلى مدى سنة طويلة مآل الطلبات الأمريكية من نتنياهو وكيف تعامل معها، ثم كيف تعاملت الإدارة مع إهماله لها، فلا يسعنا الترحيب برسالة الوزيرين. غير أننا وبحكم الحاجة الملحة سنراقب ولنرى.

كم كان بودنا أن نقول شكراً ولكن ما الحيلة وقد لُدغنا من الجحر ألف مرة.

 

 

 

Loading...