كان الشهيد يحيى السنوار، القائد المركزي السياسي والميداني لحركة حماس، ولقد اقترن حضوره بزلزال السابع من أكتوبر 2023، ومنذ ذلك اليوم ظل اسمه الأكثر تردداً من كل أسماء القادة المحليين والدوليين.
لم يكن مجرد صانعٍ للزلزال، بل قائداً لأشرس وأطول حرب أشعلتها إسرائيل بمسمى السيوف الحديدية، ولم تتوقف عند حدود غزة بل امتدت لتشمل الإقليم كله، وعلى نحو نافست الحرب الكبرى، المشتعلة في قلب أوروبا... الحرب الروسية الأوكرانية.
كان يحيى السنوار هو العنوان الأول المسجل على مهداف البنادق والمدافع والمسيّرات والطائرات الحربية، وكان نتنياهو يصوّر النيل منه كما لو أنه الحدث الذي يجسد صورة النصر، أو الخطوة قبل الأخيرة في "النصر المطلق".
استشهد السنوار كما استشهد المقاتلون والمواطنون في غزة، خسارة حماس فادحة وفي وقت فادح كذلك، كان استشهاده بقرار منه، فمن فعل طوفان الأقصى لا يليق به الهرب من الموت أو تلمس النجاة حين تعرض عليه.
في المسيرة الفلسطينية قليلون من قادة الصف الأول مانوا على أسرة المرض أو في حوادث عرضية، الغالبية العظمى منهم قضت في قلب المعركة إمّا بمسدس اغتيال أو بقنبلة لا منجاة منها، أو بقذيفة مدفع أو راجمة صواريخ أو بالسم، وفي ظاهرة الاستشهاد الفلسطينية تساوى القادة مع الكوادر مع العناصر وتساوى المقاتل مع الكاتب والإعلامي والديبلوماسي والمواطن العادي.
مسيرة حافلة بالشهداء والجرحى والأسرى من كل المراتب والفئات، غير أن كل ذلك لم يذهب سدى إذ بقيت القضية العادلة وتكرست وتقدمت وانتصرت على كل محاولات تصفيتها وبقي الشعب قوياً حيوياً منتجاً لكل ما يوفر تقدماً نحو الحرية والاستقلال.