على مدى دقائق ثمينة من وقته، والزمن في الأسابيع الأخيرة من الانتخابات يحسب بالثواني، لاحظنا أن صاحب صفقة القرن أسس خطابه على كلمة "لو"...
مثلاً..
لو كنت رئيساً لما وقعت حرب أوكرانيا.
لو كنت رئيساً لما حدثت عملية السابع من أكتوبر، ولما اتسعت الحرب لتصل ما وصلت إليه.
وبمجموع كلمة "لو" في الخطاب يظهر أنه "لو" أصبح رئيساً لكان العالم كله هادئاً نموذجياً سعيداً، أمّا ما يخص العرب والمسلمين في أمريكا ممن لهم حق التصويت، فقال لهم... انتخبوني فأنا الأفضل.
لم يُضع ترامب المناسبة الثمينة التي أتيحت له كي يخاطب شريحة انتخابية، ربما تكون مرجحة في فوزه أو فشله، فقد حمّل كل المآسي التي يمر بها العالم للثنائي بايدن وهاريس، بينما هو طاهر الذيل والرجل الذي يحقق المعجزات.
الذين تابعوا المقابلة لم يفارق ذاكرتهم ما فعل حين كان رئيساً، ولأن الأهم بالنسبة للناخبين المتعاطفين مع الشعب الفلسطيني فهو كارثة إغداقه على إسرائيل باقتطاع ثلث الضفة الغربية ومنحه لها، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لعله يكرسها عاصمة موحدة لإسرائيل، وتزوير المدينة المقدسة التي هي قبلة أنظار المليارات من المسلمين والمسيحيين، بتحويلها إلى مجرد ممر طوله مئات الأمتار يُسمح فيه لبعض الفلسطينيين بالمرور لأداء الصلاة، وما عدا ذلك فكله لإسرائيل، إلى جانب منحه الجولان كهدية لنتنياهو، معترفاً بضمه لها لقاء تسمية مستوطنة باسمه فيها.
لن يغيب ما فعل ترامب عن ذاكرة من شاهدوه على الشاشة، ولن يُغفر له ما فعل، مقابل وعدٍ غامضٍ لا يستطيع اقناع أحد به حول ما سيفعل.
سمعنا وعداً بظهور السيدة كاملا هاريس على نفس الشاشة، كي تعرض بضاعتها على الناخبين، وسنفتش عن العدالة المتصلة بالقضية الفلسطينية في خطابها، وساعتئذ سنكتب عنها.