الحرب تزداد اشتعالاً في غزة، ولا مؤشرات على توقفها، وكذلك الحرب على الجبهة الشمالية، تشتد كل يوم وتتصاعد وتتضاعف أهدافها.
تحت ضغط القتال على الجبهتين الرئيسيتين، تتوارى الوساطات الهادفة إلى وقف إطلاق النار والتبادل التي تجمّدت لفترة طويلة، لتعيدها أمريكا وإسرائيل إلى الحياة، ربما لاختبار مدى تغير المواقف وانفتاح الفرص بعد تصفية رئيس حماس يحيى السنوار.
الجهد الأمريكي من خلال المبعوثين بلينكن وهوكستين، يتم وفق مبدأ "الحركة أهم من النتائج" وهذا أثبتته فعلاً زيارات المبعوثين للمنطقة دون تحقيق إنجاز يذكر، أمّا الزيارة الحالية فربما تكون وداعية بفعل ما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات الرئاسية من نتائج، أي أنها في الوقت الضائع.
إسرائيل غير معنية بوقف إطلاق النار حتى لو قُتل كل المحتجزين، وحركة حماس في غير وارد تقديم تنازلات دراماتيكية إثر تصفية زعيمها، بل على العكس ستجد نفسها متمسكة أكثر بمواقفه.
وأمريكا وقد بقيت أيام على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، فهي إذاً محشورة في وقت ضيّق وحرج، وحتى لو لم يكن الأمر كذلك فالسؤال.. ما الذي استطاعت فعله حين كانت متحررة من الانشغال في الانتخابات؟
هنالك بديهية أصبحت معروفة للجميع، وهي أن من يحقق النتائج الفعلية هي تطورات الميدان على الجبهتين، واحتمالات ما يجري على الثالثة "إيران" وحتى الآن وإلى أجل غير مسمى فلا تقدم يرتجى من زيارات المبعوثين.