في زيارته العاشرة لإسرائيل والمنطقة، جاء السيد بلينكن محاولاً تحقيق إنجازٍ ولو شكلي، يساعد إدارته الخائفة من فقدان البيت الأبيض، لمصلحة منافس شرس رغم كل جنونه فما يزال يسجل تقدماً في كثير من الولايات.
نتنياهو.. الذي يتدخل في الانتخابات الأمريكية بطريقته الخاصة، لا يجد نفسه مضطراً لتقديم خدمات بلا مقابل للإدارة الديموقراطية، حتى المجاملة ببعض كلمات تُظهر بعض استجابة لطلباتها، فلن يقدم عليها، إذ تحفظ على مجرد القول إنه لا يخوض حرب تطهير عرقي في غزة.
مدرسة نتنياهو في التعامل مع الإدارات أصبحت محفوظة عن ظهر قلب، والإدارات ديموقراطية كانت أم جمهورية، تعوّدت عليه، وحلت شيفرته واستجابت لنظريته بأن كل كلمة أو خطوة لها ثمن، وعليهم أن يدفعوه بلا تردد.
لذا فإن بلينكن عاد بخفّي حنين أو من دونهما، فقد حقق الممكن مما أراده، وهو الزيارة بحد ذاتها التي ستسوّق في أمريكا والعالم على أنها جهدٌ لإنهاء الحرب، وهذا ربما ينفع في الساعات الأخيرة من الاقتتال الانتخابي.