عاد الوسطاء إلى العمل، ورغم فشل أكثر من سنة لمحاولات وقف إطلاق النار، إلا أن حاجتنا لوقف نزيف الدم المتدفق من أجساد أهلنا في غزة، تجعلنا ندعو الله بأن تنجح المحاولة، حتى لو كانت كما أُعلن أو سُرّب، لإبرام صفقة محدودة للغاية.. لو نجحت يجري تكرارها أو توسيعها وإطالة أمدها.
الأمريكيون الذين بذلوا الجهد الأكبر في هذه المحاولة، يمارسون دورهم وفق نظريتهم المشتركة مع إسرائيل، بأن يحيى السنوار كان هو العائق.. وأن غيابه سيفتح كل الأبواب المغلقة.
بمراجعة لكل المحاولات السابقة التي فشلت، نجد أن الذي أعاق الوصول إلى صفقة هو نتنياهو، الذي ربط مصيره الشخصي ومصير ائتلافه باستمرار الحرب، وجرّ وراءه الأمريكيين الذين برّأوه من إعاقته للصفقة، متهمين حماس والسنوار بالذات بأنه من أعاقها.
نتنياهو ما يزال هو نتنياهو الذي نعرفه جيداً، ونعرف وسائله ورهاناته وتحايلاته، وخلاصة الأمر أنه وبشأن الوساطة الحالية، التي أظهر بعض مرونة تجاهها بأن أرسل رئيس الموساد للتفاوض حولها، فهو يلعب على عامل الوقت، ولمجاملة الإدارة الإدارة الأمريكية المحتاجة إلى نجاح ولو مظهري في الأيام الأخيرة للمعركة الانتخابية.
تقديرنا.. ووفق تجربة سنة طويلة مع فشل الوساطات، فهذه لن تكون أفضل من سابقاتها، إلا أننا ندعو الله لنجاحها كي يستريح أهلنا في غزة ولو لأيام من الموت والدمار.
نتنياهو إن وافق على صفقة محدودة فمن أجل استراحة يستأنف حربه بعدها، وحسنوا النية يريدونها صفقة تكون بداية لإنهاء الحرب، وشتّان بين ما يريده نتنياهو ويسعى إليه وما يريده حسنوا النية ولا يحصلون عليه.