نشرت أمريكا مزيداً من القوات والمعدات في الشرق الأوسط، والهدف الدائم هو الدفاع عن إسرائيل، وعنوانه الرئيسي الخطر الإيراني، المباشر عليها أو غير المباشر من خلال الأذرع.
منذ بدايات الحرب على غزة، جاءت حاملات الطائرات العملاقة إلى المتوسط، وامتد جسر جوي لا يتوقف لنقل السلاح والذخائر بمختلف أحجامها وأنواعها لإسرائيل، مع أنها مخزن للذخائر الأمريكية التي تفتح لتغرف منه الدولة العبرية عند الحاجة.
الجديد.. هو نشر طائرات B 52 في المنطقة، التي توصف عادة بأكبر قاذفة استراتيجية عن بعد، تستخدمها أمريكا لتدمير أهداف نوعية أساسية وشديدة التحصين، قد لا تستعمل وعلى الأرجح أن لا تستعمل، ذلك أن الهدف من نشرها، هو القمع المسبق لتوجهات إيران بالرد على إسرائيل في سياق سجالات الرد والرد على الرد، أي أن أمريكا المنهمكة كلياً في الساعات الحاسمة للانتخابات، والمعنية بهدوء ولو مؤقت في الشرق الأوسط، حيث جبهات نتنياهو السبعة إرتأت أن نشر الـ B 52 ربما يردع الملالي عن ردٍ في وقت محرج.
فهل يرتدع المطعونون في كبريائهم جرّاء التجرؤ الإسرائيلي المتمادي عليهم حتى داخل أعماق بلادهم؟ أم يجازفون بردٍ يمكن أن يتجاوز الأسقف المتفق عليها مع الأمريكيين؟
الإجابة عن هذا السؤال تحدده فاعلية الردع المسبق للـ B 52 خصوصاً في الساعات الفاصلة بين انتشارها وذهاب الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء الحاسم.