في التوازن الدقيق بين المرشحين للرئاسة الأمريكية يكون للصوت أهمية خاصة، إذ عشرات أو مئات الأصوات، يمكن أن تحسم في من يصل إلى البيت الأبيض ويحمل أرقام الحقيبة النووية، ويسمى وإن دون تدقيق بزعيم العالم الحر، على اعتبار أن كل من يعارض سياسته هم من عالم العبيد!
على قلة عددهم، فقد تصل اللعبة الانتخابية لأن يكون الناخب العربي بيضة القبان في تقرير الفائز من الخاسر، ألم يحدث ذلك حتى في إسرائيل أيام منصور عباس، وكتلته في الكنيست؟
ولأنهم ملتزمون ومسكونون بقضيتهم، وما بدلوا عن انتمائهم تبديلاً، فقد تملكتهم حيرة حول. لمن يدلون بأصواتهم؟
انقسموا إلى ثلاث فئات، بعضهم يرى التشتيت لمرشحين لا فرص لهم في الفوز، وهذا حرق متعمد للأصوات، وبعضهم الآخر وإن كان الأضعف حجة، قرر التصويت لترامب، والبعض الذي ربما يكون الأكثر عدداً والمسألة نسبية بهذا المقياس، قرر إعطاء صوته لكامالا هاريس، ليس ثقة بها ولا تعليقاً للآمال عليها، بل لإشفاء غليله، برؤية ترامب يسقط في الانتخابات للمرة الثانية.
أليس هو صاحب صفقة القرن التي منح إسرائيل بمقتضاها أكثر من ثلث الضفة الغربية، واعترف "بالقدس الموحدة" عاصمة لها، وفوق البيعة منح الجولان كعربون صداقة وتحالف مع نتنياهو.
أمّا الذين لن يصوتوا لكامالا، فهم يمارسون حقهم في الثواب والعقاب، الثواب مُنح لبايدن أثناء حملته الانتخابية قبل أربع سنوات، وكان له أثر في نجاحه، أمّا العقاب فسيحل عليه جرّاء مواقفه من الحرب على غزة، وتنصله من كل ما وعد في حملته الأولى.
سألنا صديقنا من فلسطينيي أمريكا لمن ستصوت أنت؟
أجاب.. سأصوّت لكامالا وأمري إلى الله، ليس من أجل أن تفعل ما ينبغي أن تفعل لمصلحة القضية الفلسطينية، ولكن من أجل أن أرى ترامب ساقطاً وأرى نتنياهو حزيناً.