ليست مصادفة أن يختار بنيامين نتنياهو ليلة الانتخابات الأمريكية لإقالة وزير دفاعه غالانت، ذلك أن الانشغال الذي فرضته الشاشات على العالم كله، بما في ذلك إسرائيل، يعطي الاهتمام الرئيسي للانتخابات المثيرة، أكثر بكثير مما يعطي من الاهتمام لإقالة وزير، مهما كان أساسياً في تركيبة الحكومة.
غير أن ذلك لا يعني أن الحكاية سوف تمر مرور الكرام، وأن غالانت سوف يصبح من الماضي، ذلك أن الاستقطابات الداخلية في إسرائيل، وهي في غاية الحدة، سوف تضيف لخصوم نتنياهو قطباً من العيار الثقيل.
كان غالانت اختراقاً أخاف نتنياهو وحلفائه وأدواته من المتشددين، أمثال سموتريتش وبن غفير، وحين أقاله نتنياهو أول مرة قبل أكثر من سنة، أعاده الجمهور إلى موقعه عبر تظاهرات حاشدة، بلغ عديد المشاركين فيها مئات الألوف، أمّا الآن فقد لا يحصل غالانت على الزخم الذي حصل عليه أول مرة، إلا أنه سوف يسبب لنتنياهو خسارة مهمة تؤثر حتماً على إمكانيات فوزه في الانتخابات القادمة.
نتنياهو يجيد لعبة استخدام الحلفاء والخصوم على حد سواء، غير أن ذلك ليس ذخراً استراتيجياً لا ينفذ، وإذا ما توقفت الحرب، وهي ستتوقف أخيراً، فساعتئذ سيجد نتنياهو نفسه في مواجهة قضايا كبرى أجلتها الحرب، ومنها غير القضايا الأربع التي تهد الجبال، قضية التقصير، وقضية إقالة جنرال قبل أن تضع الحرب أوزارها.
السؤال الدائم... هل يجيد خصوم نتنياهو استخدام خطاياه بما في ذلك إقالة غالانت مثلما هو أجاد استخدامهم؟
تجارب الماضي سجّلت نتائج لصالحه، ودعونا نرى كيف ستتطور الأمور هذه المرة خصوصاً إذا ما كان ترامب هو الجالس في البيت الأبيض.
ملاحظة: كُتبت هذه السطور قبل أن تحسم نتائج الانتخابات الأمريكية بصورة رسمية ونهائية.