سؤالٌ لن يجاب عنه قبل مرور أسابيع أو أشهر، على تسلمه مهامه رسمياً كرئيس ممارس للولايات المتحدة.
خطابه في الحملة، لا يصلح للاستدلال منه على سلوكه السياسي، ذلك أن خطابات الحملة بالنسبة له وبالنسبة لمن ينافسه، هو مجرد كلام يؤلفه مستشارو الحملات لاستقطاب أكبر قدر من الأصوات، وما أن يُختَتَم البازار الانتخابي، فكل شيءٍ سيكون مختلفاً.
وخطابه بعد الفوز، والذي سُمي خطاب النصر، لا يصلح كذلك للبناء عليه، فهو مكتوبٌ بمنطق المثاليات التي يرضي بها من انتخبوه ومن لم ينتخبوه، ليكرس نفسه رئيساً للجميع، بعد أن زرع رعباً في قلوب من استمعوا إليه بأنه سينتقم من الذين أسقطوه أول مرة، ولن يتردد في الانتقام منهم لو أسقطوه للمرة الثانية.
كل الذين جرّبوا ترامب، في حملاته ورئاسته، لم يطمئنوا إلى خطاب ما بعد النصر، فالكلام لا يصنع سياسة وخصوصاً ما يوصف بكلام المناسبات.
وعد الأمريكيين بجمهورية فاضلة خالية من العيوب!
ووعد العالم بهدوء واستقرار بإنهاء الحروب!
اختبار قدراته وصدقه، سيكون مبكراً هذه المرة، حين ينجح أو يفشل في تحديد كيفية إنهاء الحروب، وعلى أي أساس.
في الشرق الأوسط وهذا ما يهمنا، حروب نتنياهو حليفه وشريكه إن لم نقل عرّابه في صفقة الحرب، هل سيلزمه بوقف القتال في غزة، وتنفيذ صفقة سلفه بايدن التي تفضي أخيراً إلى إنهاء الحرب والانسحاب؟
هل ينهي الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالعمل الجاد والفعّال لإقامة الدولة الفلسطينية في إطار حل الدولتين الذي تبناه العالم كله، أم يعمل على تسوية أساسها صفقة القرن؟
بالنظر إلى تجربة أربع سنوات في حكمه للولايات المتحدة، لا مكان للتفاؤل، أمّا إذا نظرنا للأمور بصورة موضوعية فسنتعرف على الحقائق أكثر، حين يجلس في البيت الأبيض ويتخذ القرارات، ولن يكون صعباً علينا وعلى غيرنا معرفة هل تغير الرجل ولو نسبياً، أم أن الطبع يغلب التطبع، كلها أسابيع قليلة لتتضح الأمور بالأعمال وليس بالأقوال.