سقط الرئيس جو بايدن قبل أن يدخل الانتخابات.. ولكنه أسقط معه خليفته الضاحكة كامالا هاريس، والحزب الديموقراطي الذي لم ينجح في توحيد صفوفه، رغم التحسن الذي ظهر بعد استنكاف بايدن عن ترشيح نفسه.
الخبراء ومراكز البحوث يتولون مهمة البحث والتمحيص عن أسباب الهزيمة المدوية للديموقراطيين، التي هي من جهة أخرى أهم عوامل فوز الجمهوريين.
ما يهمنا من الحكاية، هي الأيام السبعون التي سيبقى فيها بايدن رئيساً، وبلينكن وزيراً للخارجية وأوستن وزيراً للدفاع، مع بقاء المبعوثين الذين ازدهرت أسماؤهم بلا نتيجة، مثل هوكشتين وبيل بيرنز وغيرهم من زوار الشرق الأوسط، الذين جاؤوا لوقف الحرب أو التخفيف من حدتها، وكانت نتيجة زياراتهم عكسية تماماً.
الأيام السبعون التي تسمى بالفترة الانتقالية من إدارة فشلت إلى إدارة نجحت، لن تكون كافية لإحراز إنجازات حاسمة وخصوصاً في غزة، حيث حرب نتنياهو التي استمدت نفساً جديداً من خلال فوز ترامب، أو هكذا يعتقد صاحب الحرب، وستكون نموذجية للمحظوظ ترامب بحيث ينتظر النتائج ليستولي عليها، ويسوّق مزاعمه بأنه الرجل الذي يُنهي الحرب بينما خصومه من فشلوا في إيقافها لا في الشرق الأوسط ولا في أوروبا.
السبعون يوماً القادمة ربما تكون كافية لإنهاء الحرب.. ولكنها بالتأكيد لن تكون كافية لتغطية فشل بايدن ومساعديه في معالجتها، كما لن تكون نهاية الحروب في الشرق الأوسط ما دام ترامب الجمهوري يعمل وفق صفقة القرن البائسة التي التزم بها ويُخشى أن يستعيدها من جديد.