تابعنا باهتمام مقابلة مطولة أجرتها قناة LBC اللبنانية مع والد صهر الرئيس ترامب السيد مسعد بولس، الذي تحدث بلغة عربية سليمة، ولهجة لبنانية محببة.
بولس كان يعرف جيداً من يخاطب، أي اللبنانيين أولاً كلبناني، والفلسطينيين كذلك كعربي، مع إشارات خفيفة للإسرائيليين أظهرت أنه غير متأكد من استجابتهم للعناوين العامة التي طرحها السيد ترامب حول إنهاء الحروب وإحلال السلام، في المنطقة والعالم.
الصهر الذي تحدث باسم الرئيس المنتخب كان إيجابياً، وقد فتح كل الأبواب المغلقة، بما يتناسب مع مهمته الراهنة وهي مد الجسور مع العرب، وهذا ما أدّاه بفاعلية أثناء حملة "عمّه" بما يشجع على التوقع بأنه سيلعب دور الصهر السابق كوشنير ولكن هذه المرة بلغة عربية ولهجة أكثر إيجابية.
غير أن ما يتعين على الصهر أن يضعه في الاعتبار أن الذي يصنع السياسة ليس اللغة ولا العناوين الأخلاقية المنتقاة بعناية، بل القرارات والآليات، ففي ولاية ترامب السابقة حكمنا عليه مثلما حكم كل العالم، من خلال صفقة القرن التي كانت فاشلة بكل المقاييس، أمّا الآن وبعد عودته لاستئناف عمله كرئيس قوي للدولة الأكثر تأثيراً في مصائرنا، فسوف نحكم عليه من خلال إجابة عن سؤال بسيط..
هل ستظل متمسكاً بصفقة القرن التي يراهن نتنياهو على فرضها؟
أم أنه سيستجيب للإرادة الدولية الجماعية التي يحتشد ممثلوها في الرياض، بهدف إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتلت في العام 1967 بما فيها القدس الشرقية، وذلك لا يتعارض مع الالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بقضية اللاجئين، هذا ما تتركز الأنظار عليه وما سيكون أساس التقويم الموضوعي لولاية ترامب الثانية.
نجاح ترامب، وتهنئة العالم كله، ينبغي أن يكون حافزاً له على رؤية الحقيقة من منظار العالم، وليس من منظار نتنياهو، وهذا ما سيكشفه الواقع قبل أو بعد جلوس ترامب على ما يوصف بقمة العالم... البيت الأبيض.