رد الفعل الإسرائيلي -الجنوني- على قرار محكمة الجنايات بحق نتنياهو وغالانت، مفهومٌ ومتوقع.
وكذلك رد الفعل الأمريكي، الذي جاء أشد جنوناً كان أيضاً متوقعاً من جانب الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت الفيتو قبل أيام، لمنع توقف الحرب على غزة وجنوب لبنان، والتي تصنع من نفسها درعاً يتلقى الضربات مع إسرائيل وعنها، لتدخل في خلافٍ مع العالم كله، ليس خلافاً وحسب، بل وحرباً قانونية وسياسيةً وأخلاقيةً مع أكثر من مائة وعشرين دولة، كثيرٌ منها حليفٌ تاريخي وجغرافي واستراتيجي للولايات المتحدة.
الخسارة التي مُنيَ بها الحليفان المعزولان عن العالم قانونياً وأخلاقياً، تتحمل أمريكا المسؤولية الأولى عنها، حين سمحت لإسرائيل بجرجرتها ورائها في حربٍ تجاوزت السنة، وتجاوزت ضحاياها مئات الألوف بل الملايين بين قتيل وجريح ومهجّر.
العالم كله يقف الآن في جهة، وإسرائيل وأمريكا في الجهة المقابلة، يدرك أن أمريكا التي تدعي قيادة العالم الحر، هي من أدار الإبادة في الشرق الأوسط على جميع جبهاتها بصورة مباشرة، وهي من زوّد آلتها الحربية بكل ما يلزم لمواصلة القتل والتدمير والتهجير.
حكم محكمة الجنايات الذي طال نتنياهو وغالانت، ولو كانت العدالة مكتملة، لما نجت أمريكا من المسؤولية بحكم الشراكة المثبتة.
هل بعد كل هذا، ستتخذ أمريكا موقفاً أو سياسة تعقلن إسرائيل الجامحة بغير ضوابط، أم أنها ستظل كما لو أنها عربة عمياء تجرّها إسرائيل ورائها حيثما أرادت؟
سؤالٌ افتراضي نعرف الجواب عنه بكل أسف.