مقالات مختارة

نتنياهو: أشتاق لأيام بايدن | يوسي بيلين

 

 

 

ستكون إسرائيل إحدى الزيارات التي سيقوم بها ترامب، ستكون زيارةً ناجحةً جداً. لن يكون هناك أي ذكر لغضب ترامب على نتنياهو بسبب تجرؤ الأخير على تهنئة بايدن لدى انتخابه قبل أربع سنوات. سيضع ترامب ورقة في “حائط المبكى” مرةً أخرى في ضوء نجاح الورقة القديمة، وقد يجري أيضاً زيارة إلى “رمات ترامب” – البلدة الوحيدة في العالم التي تسمى على اسمه. أما اليمين من جهته، فسيبتهج على أن هذا الرئيس لا يتحدث عن “الضفة الغربية” بل عن “يهودا والسامرة”.

لكنه سيسأل رئيس الوزراء عما يفكر به في إمكانية تنفيذ خطته للسلام، التي عرضت رسمياً في البيت الأبيض في 28 كانون الثاني 2020. وسيذكره بما حصل في تلك الأيام. وزير الدفاع في حينه، بيني غانتس، سارع إلى لقاء مع ترامب قبل يوم من الحدث الاحتفالي، كي يسبق ويعرب عن تأييده للخطة قبل أن يفعل بيبي ذلك. أما نتنياهو فقد جاء منفعلاً إلى الحدث، ومعه إسرائيليون مثل يوسي داغان، رئيس مجلس “السامرة” [شمال الضفة الغربية]، الذي تجول في الحدث كعريس في يوم عرسه. كان يخيل أنه حتى لو لم يُسأل الفلسطينيون عن رأيهم، فإنها نجحت على الأقل في خلق إجماع إسرائيلياً بين مؤيدي حل الدولتين ورافضيه. فقد تضمنت إقامة دولة فلسطينية مجردة من السلاح على 70 في المئة من الضفة الغربية، و14 في المئة أخرى تنقل من السيادة الإسرائيلية إلى السيادة الفلسطينية في إطار تبادل أراضٍ بينهما. جبل البيت كان يفترض أن يديره الأردنيون، وخطط للعاصمة الفلسطينية أن تقام في بلدة أبوديس، الملاصقة للقدس، وأن تتضمن قسماً صغيراً من القدس السيادية اليوم. عاد نتنياهو إلى البلاد كمنتصر، لأنه كان يمكنه الإشارة إلى موافقة أمريكية على ضم 30 في المئة من الضفة الغربية، وإلى أن 15 تجمعاً استيطانياً ستكون في الدولة الفلسطينية كجيوب تحت سيادة إسرائيل.

“إذاً، ماذا تقول؟” سيسأل الرئيس الجديد – القديم. أعد نتنياهو جوابه منذ الآن. صحيح أنه كان مستعداً لقيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، شريطة أن توافق على شروط مختلفة وعلى رأسها التجريد، مثلما أعلن في خطاب بار إيلان في 2009. كما أنه كرر ذلك في خطاباته في الجمعيات العمومية السنوية للأمم المتحدة. لكنه أدرك في 7 أكتوبر أنه لا يمكن عمل أي شيء مع الفلسطينيين، وأنهم جميعاً الأمر ذاته. لم تؤثر فيه أقوال الرئيس الفلسطيني عن أن مخربي حماس أوقعوا على الفلسطينيين نكبة أخطر من نكبة 1948. وسيوضح لضيفه بأنه يؤمن الآن بأن كل الفلسطينيين يخططون لإبادتنا، لذا لا يمكن اقتسام البلاد معهم. لكن ترامب ليس ساذجاً وليس جديداً في القضية. سيسأل بيبي ماذا ينوي عمله حين يكون واضحاً، قريباً، بأن أقلية يهودية ستحكم أغلبية فلسطينية في البلاد. هو يعرف أنه لن يكون لمحادثه أجود من جواب الفلسطينيين، سيكون مفضلاً العيش تحت حكم أقلية يهودية ويتمتعون بحقوق كثيرة، باستثناء حق التصويت للكنيست من أن يعيشوا بشكل منفصل في دولة ديمقراطية فيها ولا حقوق. ربما يقول ترامب لنتنياهو إن بن غوريون وجابوتنسكي لم يحلما بذلك أيضاً حتى في أكبر كوابيسهما. وسيسأل بيبي إذا كان سيغير رأيه عندما لا يكون سموتريتش وبن غفير في الحكومة، وعندما سيحاول نتنياهو أن يجيب بجواب دبلوماسي يقضي بأن ليس لهذين الاثنين ذلك التأثير الذي يعتقد العالم بأنه لهما، وسيمتلئ رئيس الوزراء أشواقاً لبايدن. صحيح أن بايدن لم يستبعد حل الدولتين من أي خطاب له عن النزاع، لكن لم تكن له أي خطة ملموسة. أما ترامب، كما سيتبين مرة أخرى لرئيس الوزراء، فهو رجل قادم مع خطة، والهدف الغريب الذي حدده لنفسه لفترة ولايته الثانية هو إنهاء الحروب.

 

 

 

Loading...