يتصاعد الحديث عن بداية نهاية الحرب على الجبهة الشمالية، ويخفت الحديث عن تسويات ولو مؤقتة تنهي الحرب على غزة.
وفي كلا الحالتين، فالخسائر باهظة، والخلاصات السياسية ملتبسة وتكاد تكون معدومة.
على الجبهة الشمالية.. سيتوقف إطلاق النار خلال أسبوع أو أسابيع قليلة، وذلك وفق أجندة نتنياهو وهداياه لحليفه ترمب، الذي يرغب في دخول البيت الأبيض، والحرب قد توقفت.
وعلى جبهة غزة وبعد إجماع المستوى العسكري عن أن لا لزوم لاستمرار الأعمال الحربية بعد أن استنفذت أهدافها الميدانية، فربما تتوقف النار ولكن يستمر الاحتلال والتموضع في المفاصل التي تمكن من سيطرة طويلة الأمد ما زال شكلها ومحتواها النهائي غير متبلور، مع أن ملامحه تبدو أكثر من واضحة.
الحقيقة التي لا تريد إسرائيل رؤيتها وكذلك أمريكا، هي أن كل الذي أنجز على الجبهتين الشمالية والجنوبية، هو مجرد نتائج مؤقتة، فلا حزب الله انتهى أو في سبيله إلى ذلك، ولا القضية الفلسطينية حُسم أمرها لصالح إسرائيل، ولا حتى المقاومة التي إن اختلف الفلسطينيون على وسائلها، إلا أنهم مجمعون على مواصلتها بكل الوسائل المشروعة إلى أن تحقق أهدافها بالحرية والاستقلال.
الذي فعلته إسرائيل في غزة والضفة وعلى الجبهة الشمالية، فعلت أكثر منه في الماضي ولمرات عديدة، ألم يغير شارون من جغرافية غزة دون فائدة، إلى أن تمنى رابين أن يخلصه الله منها بأن تغرق في البحر؟
ألم تحارب إسرائيل على الجبهة الشمالية سنوات وسنوات لتعود بعد زمن إلى مواجهة جديدة مع تحديات أكبر وأشد؟
كلمة السر التي يتعين على إسرائيل وأمريكا معرفتها ووعيها..
أن ما حدث على فداحته هو مجرد جولة ربما تكون الأقسى من كل الجولات التي سبقتها، إلا أنها لن تكون نهاية الحرب، ما دام الفلسطينيون يعانون من الاحتلال، وما دام كل حق في المنطقة لا يعود لأصحابه.