بقلم: أسامة سرايا
قرن من الزمان عاشته فلسطين وإسرائيل، ومن ورائها الغرب الأمريكي والأوروبي، بل كل القوى العالمية، روسيا والصين والهند، الكل مع قيام إسرائيل، بل استئسادها على الفلسطينيين، منذ أكتوبر 2023، ظهرت متغيرات مهمة في الرأي العام العالمي، كلها تصب في صالح الفلسطينيين، اكتشفت جنوب إفريقيا التي تعرضت إلى الأبارتهايد والفصل العنصري، أن الفلسطينيين في الربع الأول من القرن الجديد، يعانون نفس معاناتهم وآلامهم، فتحركت من أجل فلسطين، بل وأطفال غزة، الذين كانوا وقودا حركها وحرك الشارع الأوروبي، لإنصاف الفلسطينيين من الإسرائيليين والأمريكيين والغرب كله.
كان صعبًا علينا أن نعيش الأيام الماضية كلها، ونرى الرضع والأطفال يقتلون، وتقطع أوصالهم، ويبيتون بلا عائل.
من عاش سوف يعيش مريضًا مصابًا في جسمه، وفي ضميره من هذا العدوان الهمجي والعشوائي على حياته وأسرته.
100 يوم وقطاع غزة محاصر جوعًا ومرضًا وعطشًا وبردًا وقتلًا وظلامًا وظلمًا.
هذا العالم كيف ينام وهذه المذبحة البشرية تجري يوميًا مع الأطفال والرضع والنساء؟
هل هذا البكاء والدم، لم يجعل إسرائيل تشبع ولا المجتمع الدولي يفهم أن ما يجري في غزة كارثة إنسانية سوف يندى لها جبين كل من عاصرها ولم يتحرك لوقفها، رائحة الموت تلف فلسطين كلها “غزة والضفة” يُقتل الأب وتتحلل جثث الصغار، هنا رُميت الأم بالرصاص على مرأى من صغارها، وهنا مُحيت أشجار عوائل كاملة من السجل العام.
هنا تخضبت الرايات البيضاء بدماء المدنيين الأبرياء عند خروجهم من ممرات، قيل لهم إنها آمنة مأمونة.
100 يوم من الانتقام الأعمى والقتل العشوائي واستهداف الأطفال والأجنة في الأرحام، بينما جنود إسرائيل يرقصون على ركام مدينة، كالمجانين، سعداء فرحين بالإبادة الجماعية التي يرتكبونها بتفاخر على الملأ والعالم بأسره، لن نتوقف ونحن نسرد المجزرة، 100 يوم، نسي من نسي وتذكر من تذكر، بأن قضية فلسطين هي الأولى له ما عاش في هذه الدنيا وبقي.
وجه إسرائيل، انكشف وسقطت الأقنعة، فما عاد العالم يتذكر ما جرى في السابع من أكتوبر، وبقيت صور الأطفال الرضع المؤلمة راسخة في الأذهان حتى اليوم.
100 يوم والمنظمات الدولية لم تعرف بعد إسرائيل، جاءت هذه الأيام لتكشف هؤلاء المجرمين، الذين يحكمون هناك لنعرف جميعًا ماذا تفعل إسرائيل منذ عقود طويلة بأهل فلسطين المحتلة.
ندعو الله أن يأتي بفرجه، عاجلًا غير آجل، من أجل أهل غزة والضفة والمستضعفين في كل مكان، ما بعد هذه الحرب البغيضة يجب أن يتغير العالم العربي.
جاءت غزة لكي يستيقظ الجميع ويواجهوا العدوان وحروب الإبادة، لنعرف أنه لا فكاك من بناء نظام عربي جديد.
هل نخرج من هذا الظلام الدامس إلى عالم متغير؟ لم نفقد الأمل بعد.
عن الأهرام