وهو على مقربة أسابيع من دخول البيت الأبيض.. يمارس الرئيس المنتخب دونالد ترمب دوره التمهيدي كرئيسٍ وعد العالم بإنهاء الحروب، دون أن يكون في حسابه أن حرباً جديدة كانت نائمة تحت الرماد، اشتعلت على حين غرّة على أرض سوريا، بإشارة من دولة أطلسية حليفة هي تركيا.
مفهومٌ أن يصعّد لهجته بشأن المحتجزين في غزة، طالباً إعادتهم جميعاً إلى بيوتهم، قبل أن يجلس في المكتب البيضاوي رئيساً متوّجاً.
ومفهومٌ كذلك احتمال أن يحدث هذا الأمر بتهديد منه أو بدون تهديد، فالجهد المصري ماضٍ على هذا السبيل، وكذلك جهد الإدارة الآفلة.
غير أن ما يحتاجه الرئيس ترمب فعلاً لتحقيق وعده بإنهاء الحروب، هو رؤيةٌ أكثر توازناً تجاه الشرق الأوسط، مع أن لحرب أوكرانيا حسبةٌ أخرى.
في الشرق الأوسط احتلالٌ إسرائيلي مباشر وصريح، دموي واستيطاني، ضحيته شعبٌ تجاوز عديده الستة عشر مليوناً، نصفهم واقعين تحت الاحتلال في وطنهم، ونصفهم الآخر بلا هوية ولا وطن مشتتين على المنافي القريبة والبعيدة بما في ذلك الولايات المتحدة ذاتها.
فماذا بشأن هؤلاء بعد الخلاص من حكاية المحتجزين؟
ماذا بشأن بلدٍ دُمِّر بنسبة تزيد عن السبعين بالمائة والذي لم يدمر لم يعد صالحاً للعيش فيه؟
وماذا بشأن الضفة التي اقتطعت منها صفقة القرن ثلث أراضيها، لتقدم هدية لإسرائيل كي تتوسع، أمّا الفلسطينيون فمصيرهم أن تحشر ملايينهم في أربعة آلاف كيلومتر مربع ممزقة إلى معازل ولا رابط بينها.
وماذا بشأن حلفائك المفضلين في إسرائيل، الذين يستندون إلى دعمك، ليعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء باستيطان غزة، وإلغاء الحقوق الأساسية للفلسطينيين؟
هل لديك غير صفقة القرن خططاً لمعالجة ذلك؟
سؤال.. الجواب عنه عندك وأنت في الأمتار الأخيرة نحو البيت الأبيض.