ثلاثة أطراف.. إن لم تكن شريكة فيما يوصف بالمؤامرة على سوريا، فإن مصالحها تتقاطع في هذه الحرب.
أمريكا... سيدة اللعبة الكبرى على كل ساحاتها.
تركيا.. عرّابة الهجوم المفاجئ والناطق الرسمي باسمه.
إسرائيل.. اللاعب المتوغل دائماً في كل حروب الشرق الأوسط.
هذه الأطراف يمكن وصفها بثلاثي الهجوم، وكلٌ حسب طريقته المختلفة عن الآخر، في تنفيذ السياسات والتعبير عن المواقف.
نأتي إلى ثلاثي الدفاع وأوله بالطبع نظام الأسد، المستهدف بتفكيكه، لتركيب نظام جديد يتماهى مع ما ستسفر عنه الحرب من خلاصات على الأرض.
وإيران ومليشياتها التي تدخل الحرب وهي جريحة، وتبدو حائرة في خياراتها بين الدفاع عن نظام متهالك يفقد كل يوم مساحات واسعة من أرضه، والدفاع عن مصالحها التي تضخمت في سوريا، حتى تحوّلت إلى عبٍ ثقيل عليها.
وروسيا.. التي تقدم رجلاً وتؤخر أخرى، بفعل ضعف النظام الذي وفر لها غطاءً شرعياً للتواجد على الأرض، وترى نفسها عاجزةً عن توفير دعمٍ حاسم ينقذه مما هو فيه، ويبعد عنه خطر التفكك والاندثار.
المهاجمون والمدافعون، يلتقون سراً وعلناً، ويتحدث الناطقون باسمهم بلغة الحرص على حتمية الحل السياسي، بينما ينتظرون نتائج العمل العسكري الذي ما يزال سيد اللعبة.
المليشيات متعددة الجنسيات التي رفع بعضها علم تركيا على قلعة حلب، ستخضع أخيراً لما يتوصل إليه الممولون من تفاهمات واتفاقات حول مستقبل سوريا، وإلى أن يتم ذلك لنحسب كم ستخسر سوريا التي ليس لها في هذه الحرب سوى أنها ساحتها، والخاسر الأكبر إن لم يكن الوحيد في كل ما يجري.