حين قلنا في مسار.. أن كثافة الحديث عن إنجاز الصفقة بشأن غزة، هو مجرد حقن تخدير تترافق مع جراحات نازفة.. قيل لنا ما هذا التشاؤم، والصفقة يريدها ترمب ويسعى إليها بايدن ويوافق عليها نتنياهو؟
في التقويم الموضوعي، لا مجال للتفاؤل الساذج، ولا للتشاؤم، بل لابد من قراءة التطورات بكل ما تعنيه وما ترمي إليه.
آخر تصريح لبنيامين نتنياهو كشف فيه الحقيقة بأوضح صورها، إذ قال: "في آخر المكالمة التي جرت بيني وبين الرئيس المنتخب دونالد ترمب أمس، طلبت وقتاً لاستكمال النصر".
ذلك يعني أنه بحاجة إلى مجازر إضافية في غزة، وإلى تفهّم ترمب المتفهم أصلاً، ويحتاج إلى تدمير آخر ما تبقى من أهداف في سوريا، مع احتفاظه بالتدخل العسكري في لبنان، بوصفه الخصم والحكم في ساحته، وكل ذلك يضعه تحت عنوانه المفضل "تغيير الشرق الأوسط".
هذا هو الواقع المعاش.. دون تشاؤم أو تفاؤل.
التقديرات الصادرة عن إسرائيل أن الأمر قد يحتاج أسابيع لاستعادة المخطوفين، وكما قال نتنياهو أحياءً أو أموات، دون أن يقول صراحةً أنه يفضلهم أموات.
حين يطلب نتنياهو وقتاً إضافياً من ترمب لإنجاز "نصره المطلق" بتغيير الشرق الأوسط من غزة إلى طهران وكل ما بينهما، فلن يجد من ترمب غير التفهم والدعم، وعلى الذين يفتشون عن فرقٍ بين بايدن وترمب في أمر غزة والشرق الأوسط، أن يسألوا أنفسهم ما الذي تغير أو يمكن أن يتغير، سوى أن ترمب سيكون أكثر وضوحاً في دعم وتبني الأجندة الإسرائيلية التي هي في الأساس أجندة صفقة القرن.