منذ أسابيع وربما أشهر، ونحن نسمع جملة مكررة تقول إن الصفقة نضجت، وأن وقف إطلاق النار سيتم والتبادل كذلك، حتى أن تسريبات تحدثت عن إبعاد القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات إلى تركيا.
الأكثر تفاؤلاً يتحدثون عن أيام، والأكثر واقعية يتحدثون عن أسابيع، والذي يحدث بالضبط هو استمرار المذابح كما لو أن الحرب في أيامها الأولى.
حين ننظر إلى الواقع المأساوي في غزة ونتابع الأقوال التي لا تتوقف عن قرب إبرام الصفقة فإن ما يدمي القلب حقاً هو إهمال عامل الوقت في هذه المذبحة المتواصلة، فالأسابيع التي يجري الحديث عنها لا تحسب بالساعات والأيام، بل بالمذابح والتدمير المنهجي، وإذا كان هناك من يفكر بتقديم الصفقة كهدية لترامب أو كمكافأة نهاية خدمة لبادين، فالواقع يقول إن الطريق إلى البيت الأبيض ذهاباً وإياباً مفروش بالجثث الفلسطينية، ويا لها من رعاية أمريكية للقيم الإنسانية وحقوق الإنسان.