لوقف إطلاق النار بصورة مؤقتة أو دائمة، فإن الحرب بيننا وبين المحتلين لن تتوقف، وهنالك أشكال متعددة لها. إلا أن براعة وجدارة أي شعب لكسبها، تتوقف على حسن إدارته لوسائلها وحسن استعداده لمواصلتها، وتبني الشعب كله لأهدافها وتوفير متطلباتها.
ستتوقف الحرب بصورتها الراهنة على غزة، ولكنها لن تتوقف على الضفة، التي لا يُخفي الإسرائيليون نواياهم بالسيطرة الكاملة عليها، دون التخلي عن هدف السيطرة على غزة.
المعركة السياسية التي بدأت مقدماتها بالظهور ولو بمجرد العناوين العامة، هي التحدي الأكبر فإما أن نكسبها، أو أن تضيع التضحيات لتنتج عكس ما أرادت.
سنتعرض لمحاولة تحايل على أهدافنا، تارة على هيئة تخدير تحت عنوان المبادرات التي تبدأ ولا ينتهي الجدل حولها. وتارة أخرى تحت ما يسمى بواقعية خفض المطالب ليتعايش الإسرائيليون معها، ودائما ما تنقل الخلافات والصراعات إلى داخلنا، لنقسم أنفسنا بين مناضلين ومفرطين.
الصمود البطولي لغزة والقدس، والتضحية المهولة التي قدمها الفلسطينيون على كل الساحات، تتطلب التخلي نهائياً عن الانقسام والتخوين المتبادل، وإقصاء طرف لطرف آخر، لنلتقي جميعا في بيتنا الذي يتسع لنا جميعاً وهو منظمة التحرير، ولنعمل بنية صادقة على إصلاحها من داخلها ونذهب إلى انتخابات عامة حرة نزيهة، مع تعهد مسبق باحترام نتائجها مهما كانت، إذ لا معنى ولا جدوى ولا فائدة من انتخابات تتحدد نتائجها وفق أجندات المتنفذين.
إن أمامنا جهاداً أكبر يلي هذه الحرب التي فرضت علينا، فلنستعد من الآن والطريق إلى الوحدة واضح ولا مبرر بعد كل الذي حدث لأن نستنسخ الفشل من جديد.
غزة والضفة والقدس ساحة واحدة ولا انفصام بينها تحت أي صيغة أو مسمى، والشعب الفلسطيني أينما وجد شعبٌ واحد والهدف المجمع عليه واحد، فلماذا إذاً كل هذ الانقسام والتناحر؟