حين يرى الخصم المعتدي حال من يواجه، فإنه يستمد حيثيات دائمة لمواصلة سياساته حتى لو أدينت من قبل العالم كله، فما الذي يجري في بلدنا؟
السؤال.. كيف يدار العمل الفلسطيني في مواجهة كل ذلك؟ وهو تهديدٌ مباشرٌ لحاضرنا ومصيرنا.
محادثات فلسطينية فلسطينية تتحرك ببطء السلحفاة، لبلوغ تفاهم على أبسط البديهيات، واستجابات مأساوية لإذكاء نار اقتتال داخلي، يبدو محصوراً في منطقة معينة، دون ضمانات بأن لا يمتد إلى أماكن أكثر وأوسع.
إسرائيل لا تراقب ما يجري وما نفعل بأنفسنا، بل إنها تتدخل مباشرة حين ترى ضرورة لذلك، وتتدخل دائما في صراعاتنا بوسائل متعددة نعرفها جيداً.
وما يجري على ساحتنا وكثير منه إن لم نقل جميعه من صنعنا، يجد من يصب الزيت على النار، وكأنه يرغب وهو كذلك بالفعل في رؤية حربٍ فلسطينية داخلية، تتزامن مع توجهاتٍ دوليةٍ يتبناها كثيرون من دول العالم لوضع القضية الفلسطينية على أجندات المنطقة نحو المعالجة إن لم نقل الحل.
إن وعي شعبنا أنضج وأعمق بكثير من وعي القيادات السياسية، ولكنه لا يستطيع أمام اصطراع الأجندات أن يوقف هذه المأساة، وعلينا كفلسطينيين أن نخلع أشواكنا بأيدينا بعد كل الذي واجهناه من نكوص وخذلان، وليكن مبدأنا يقينٌ بأن القلاع عادة تسقط من داخلها، وهذا ما ينبغي أن نوقف خطره على الفور، وذلك بتجنيد كل الطاقات والإمكانات لوضع حد نهائي للعبث المأساوي الذي تتعرض له بلادنا.