الرجل الذي هوايته المفضلة... الضم

 

 

 

هذا الرجل هو الرئيس الأمريكي السابق واللاحق دونالد ترمب.

منذ فوزه المبالغ فيه وإلى الأيام التي يستعد فيها للجلوس على عرش البيت الأبيض، مارس وما يزال دور الرئيس الفعلي، تارة بالوعود، وتارة أخرى بتوجيه المبعوثين الأمريكيين الذين ينتمون لإدارة بايدن، وأخيراً وليس آخراً بالجلوس وراء حاسوبه الخاص لبث رغباته ونزواته، كما لو أنها مشاريع قرارات مؤجلة، إلى حين دخوله البيت الأبيض.

أثناء ولايته الأولى ضم القدس معترفاً بها عاصمة لدولة إسرائيل، وألحق ذلك باعترافه بضم الجولان التي كانت إسرائيل قد ضمتها قبل سنوات، وحظي لقاء ذلك بمستوطنة هزيلة حملت اسمه في الهضبة، وضم ثلث الضفة الغربية لإسرائيل، لتوسيع مساحتها كي لا يشعر سكانها بالضائقة السكنية.

أمّا في هذه الأيام، فقد أفاد بأنه راغبٌ بضم كندا، لتصبح الولاية الواحدة والخمسين من الولايات الأمريكية، مع ضم بنما التي تدفع البواخر الأمريكية رسوماً للمرور منها، وضم غرينلاند بعد شرائها.

ومع أن نزوات الرئيس السابق واللاحق ليست بقوة القدر الذي لا راد له، نظراً لرفض أصحاب العلاقة لكل ما ضم وما سيضم، إلا أن الرسالة التي تنطوي عليها هواية الضم التي أدمن عليها، هي أن دونالد ترمب الذي يترقب العالم بداية عهده في البيت الأبيض، سيُدخل أمريكا والعالم في متاهات خطرة، وليس كما وعد في سلامٍ شاملٍ واستقرارٍ دائم.

المصيبة.. أن نزوات ترمب تسندها قوة دولة عملاقة تملك قدرات هائلة في الإشعال والتخريب، إلا أنها متواضعة للغاية في توفير السلام والأمن. وهذه وإن كانت غائبةً عن لغة ترمب أثناء حملته الانتخابية، إلا أنها تحضر بقوة وهو في الطريق إلى البيت الأبيض.. أليس هو من قال... "إن لم يعد المحتجزون في غزة إلى بيوتهم فسأحرق الشرق الأوسط!"

 

 

 

Loading...