نحن نعيش في فترة زمنية يستحيل فيها قمع وسائل الإعلام ومنعها، وأي جهة سياسية تعرف أن منافسة إعلام منافسيها يكون بتطوير إعلامها.
إعلام الحكام العرب لا يزال يعيش في العصور البائدة وتأثيره على الرأي العام يزيد عن الصفر قليلاً.
ولأن الحكام يشترطون في مستشاريهم الولاء قبل الكفاءة فإنهم على الأرجح لم يقرأوا كتاب اسمه نظام التفاهة لمؤلف كندي يشرح فيه كيف يعمل النظام الرأسمالي المعاصر.
الجزيرة لا تخفي أنها للإخوان المسلمين وقطر لا تخفي أنها حليفة لأمريكا وأن لها علاقات مع إسرائيل. ولكن ذكاء وحنكة وكفاءة القائمين على قناة الجزيرة جعلها الأكثر تأثيراً في العالم العربي.
لا يوجد إعلام محايد فكل وسيلة إعلام تخدم أصحابها، ولكن هناك إعلام ذكي وإعلام غبي، الغبي هو إعلام الحكام الذي تذهب المصاريف عليه هباءً لأنه غير مؤثر أما الإعلام الذكي فهو الذي يقوم بدوره بأفضل ما يمكن. كما يقال بالعامية (بحلل قرشينه).
لذلك شبهت متخذ قرار إغلاق الجزيرة بـ دون كيشوت الذي اعتلى حصانه وامتشق سيفه ليحارب طواحين الهواء. وله أود تقديم بعض المعلومات المعروفة والمنشورة:
1- قبل أيام كشف بعض موظفي قناة الـ بي بي سي أن أي خبر عن فلسطين أو إسرائيل يجب عليهم أخذ موافقة شخص تابع للموساد قبل نشره.
2- قناة سكاي يملكها امبراطور الإعلام الصهيوني في العالم السيد مردوخ وهو من أسس الفوكس نيوز أيضاً. 3- قناة سي ان ان صهيونية قريبة للحزب الديموقراطي الأمريكي.
4- قناة فوكس صهيونية قريبة للحزب الجمهوري الأمريكي.
وهذه القنوات تصول وتجول في فلسطين وتستقبل من زعمائها. طبعا أنا لا أقول لـ دون كيشوت أغلقها، لا، هذا فقط للمقارنة.
في كل الأحوال ليس أول قرار خاطئ ولن يكون الأخير. ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.