جولة المفاوضات الحالية... كيف تسير؟

طفلتان أمام مخيم للنازحين في خان يونس بقطاع غزة

 

 

 

بداية نقول إن الفلسطينيين يترقبون إعلان صفقة قابلة للتنفيذ ليستريح أهل غزة من الموت لعدة أيام أو أسابيع أو شهور، غير أن ما يُراد حتى من قبل الوسطاء، لا يتفق مع ما تريده إسرائيل من المفاوضات والحرب.

المفاوضون حول الصفقة يخاطب كلٌ الجمهور بلغة متفائلة، أمّا الناطقون الرسميون باسمهم فيتحدثون عن الشروط التي وضعها كل جانب منهم، ويقولون بعد موجة من التفاؤل "لا اتفاق دون تحقيق هذه الشروط".

إسرائيل التي أحبطت كل محاولات عقد الصفقة، مصرة على مواصلة سياساتها بهذا الشأن، والقائمة على مبدأ إما الحصول على كل شيء بصفقة أو من دونها أو مواصلة القتال بلا توقف.

هي بذلك تريد أن تعيد أكبر عددٍ من المحتجزين كمّاً ونوعاً، دون أن تلتزم بشيء يتصل بوقف نهائي للحرب والانسحاب، وهي ترغب أن لا يظل الأمر هكذا من جانب واحد، بل تريد موافقة موثقة من قبل حماس على حقها في العمل العسكري حيثما رأت ذلك ضرورياً.

سيناريو جنوب لبنان يتكرر في جانب منه على جبهة غزة، مع اختلافٍ حول حق إسرائيل في القيام بعمل عسكري.

لم تحصل إسرائيل على موافقة لبنانية على ذلك إلا أنها حصلت على ما تريد بتفاهم جانبي مع الأمريكيين.

وحتى لو لم تحصل على هذه الموافقة فهي جاهزة لاستئناف عملها في الوقت الذي تريد، وها هي تمارسه فعلاً منذ أول يوم أعلن فيه وقف النار على الجبهة اللبنانية، وحتى الآن وإلى أجل غير مسمى.

الجميع بمن فيهم الوسطاء وقبلهم أهل غزة وكل العالم، يريدون صفقة تريح أهل غزة من المجازر المتصاعدة كل يوم، أمّا إسرائيل فتريد صفقة تستعيد بها المحتجزين فقط وستظل تطالب بإذعان لحقها في القيام بعمل عسكري وقتما رأت ذلك ضرورياً.

على هذا الأساس تجري المفاوضات من قبل الجانب الإسرائيلي الذي لا يكف أصحاب القرار فيه عن إشهار هدفهم الأساسي، الذي يسمونه بالنصر المطلق، سواء تم على ميدان القتال أو عبر صفقات متعددة أو مراحل.

 

 

 

Loading...