بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت، مطلوبان لمحكمة الجنايات الدولية، وإسرائيل ماثلةٌ أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة.
والجيش الذي ارتكب فظائع غزة، مطلوبٌ ضباطاً وجنوداً لمحاكم معظم دول العالم، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة على غزة وغيرها من المناطق التي جرى تدميرها في هذه الحرب.
واقعة الجندي الذي هرب من البرازيل بعد أن كاد يلقى القبض عليه، والجندي الآخر المطلوب في تايلند، أظهرت جدية في التعامل مع قرار محكمة الجنايات، ما أثار الرعب في نفوس قادة الحرب من سياسيين وعسكريين، ليس على مستوى الكبار وإنما على جميع منتسبي "جيش الدفاع" بصرف النظر عن رتبهم ومراتبهم.
ظن المستوى السياسي في إسرائيل أن الأمر نُسي أو أن ولي الأمر والنعمة الأمريكي، أفلح في إلغاء قرار محكمة الجنايات، فإذا بالدولة العظمى البرازيل تفاجئ العالم باستعدادها وقدرتها على تطبيق القرار الدولي ما يشجع دولاً أخرى حتى بعض الدول الصديقة لإسرائيل كي تحذو حذوها.
إن ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي يعيشون الآن حالة خوف من المسائلة، خصوصاً أولئك الذين تعودوا على قضاء اجازاتهم خارج البلاد، والمهم في الأمر أن الاعتماد على أمريكا في إبطال مفعول قرار محكمة الجنايات أو ترهيب الدول التي أعلنت التزامها به لم يعد مجديا، ذلك أن الدول التي ستنفذ القرار كما أعلنت هي معظم دول العالم.
أي استثمار هذا في حرب الإبادة؟ وهل بوسع مرتكبي هذه الحرب أن يفلتوا من العقاب بعد كل ما فعلوا؟
صحيح أننا دائما نشكو من عجز العدالة الدولية من أن تأخذ مجراها، ولكن ما فعلته البرازيل حتى لو لم يكتمل باعتقال المطلوبين يؤشر إلى أن في العالم من يحرص على تنفيذ العدالة الدولية والقادم كما يؤمل ويرتجى سيكون أعظم.