لبنان يتعافى... وفلسطين أين؟

جوزيف عون رئيساً للبنان

 

 

 

الجرح العميق الذي ينزف من الجسد الفلسطيني، لم يحل دون متابعة المشهد اللبناني الحضاري، حيث انتخب البرلمان رئيساً للجمهورية كخطوة هامة لاستكمال تعافي البلد ونظامه السياسي، الذي تعطل لأكثر من سنتين.

لبنان توأم فلسطين، تاريخياً وجغرافياً وحضارياً واجتماعياً، لذا فإن ما حدث بالأمس أيقظ داخل كل فلسطيني تساؤلاً مؤلماً قدر ما هو ضروري وشرعي.

أين فلسطين.. المنكوبة بحرب إبادة على غزة، وحرب سيطرة وإخضاع وقتل على الضفة، والمقصود بالسؤال أين طبقتها السياسية التي تجثم على صدرها كقيادة أبدية لا تُغير ولا تتغير؟

أين مؤسسات فلسطين التي حمت شعباً وقضيةً على مدى عقود خلت؟

أين وحدتها الوطنية التي هي الضمانة الأولى والأكيدة لتحقيق الأماني والأهداف التي تعاقبت أجيال وأجيال على تقديم التضحيات من أجل تحقيقها؟

أين المبادرات الخلّاقة التي تليق بتاريخ هذا الشعب العصامي، الذي بنى نفسه بنفسه، رغم تكالب المعتدين والطامعين عليه لإلغاء هويته وحقوقه وحاضره ومستقبله؟

غزة تباد وتدمر.... والضفة تحارَب وتُجتاح مدنها وقراها ومخيماتها بالجيش والمستوطنين، والانقسام يتواصل ويتعمق، والاقتتال على جلد الدب قبل اصطياده يزداد ويتعاظم، وكأن الحرب على غزة والضفة تجري في مكان آخر غير فلسطين.

انشغلت الشاشات ذاتها التي اختصت على مدى سبعة عشر شهراً في نقل حرب الإبادة على غزة، إلى كل بيت وحي ومدينة وقرية في العالم كله، انشغلت الشاشات ذاتها في نقل وقائع انتخاب رئيس بالتوافق للبنان الشقيق، على طريق تعافيه مما حل به على مدى الأعوام الماضية، أمّا في فلسطين، فهنالك انشغال بائس ذو مغزى عميق، حيث ولادة عسيرة للجنة فرعية ربما يتاح لها أن تدير بعض شؤون غزة إذا ما توقفت الحرب عليها! والله أعلم.

 

ملاحظة... ولأن الشيء بالشيء يذكر ففي مثل هذا اليوم قبل عشرين سنة تمت الانتخابات الفلسطينية ولم تتكرر!!

 

 

 

 

 

 

Loading...