بايدن.. الضعف والانقياد الأعمى
ترمب.. الجموح وجنون العظمة
نتنياهو.. الأنا فوق كل اعتبار
منذ الأيام الأولى للتورط الأمريكي الأعمى في الحرب على غزة، والرئيس الراحل عن البيت الأبيض، لا يكف عن تكرار عدة جمل لا تغيير ولو في كلمة منها..
"من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، دون أن يقول صراحة حتى لو قتلت وجرحت مئات الألوف، ودمرت مدناً بكاملها، وتغطى هذه الجملة بجملة باهتة تقول، "أن وقف إطلاق النار في غزة أصبح قريباً".
أمّا خليفته ترمب، فقد نسي كل ما قال أثناء حملته الانتخابية عن السلام وإنهاء الحروب، ليعلن أنه يعتزم ضم كندا وشراء جرينلاند، واحتلال بنما، أمّا السلام الذي وعد الشرق الأوسط به، فقد يبحث فيه بعد أن يكون أغرقه بالنار.
وكارثة الكوارث، هو ذلك النتنياهو الذي ينتقل من فضيحة إلى أخرى ومن محكمة دولية إلى محكمة محلية، ويواصل الحرب على كل الجبهات تحت طائلة اتهام بأنه يفعل ذلك من أجل مصالحه الشخصية، والإفلات من المسائلات التي تنتظره إذا ما توقفت الحرب.
لا لزوم للإكثار من الحديث عن الرجل "الروبوت" المغادر لموقعه بعد أيام، والذي ما يزال يكرر جملته الفارغة اقتربنا من عقد الصفقة، أمّا خليفته ترمب، فهو أول رئيس يتصرف كما لو أنه القائد القدري للعالم، تدينه محكمة أمريكية بجريمة أخلاقية مع اعتذار عن عدم تنفيذ حكم الحبس ضده لأنه رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم.
يبقى نتنياهو.. الذي يتهمه أكثر من نصف إسرائيل، بأنه يجرها من حرب إلى حرب، ويعمل على تدمير الدولة من داخلها بفعل "الأنا" المتحكمة بعقله وسلوكه بعد أن أضاف هدفاً جديداً لحروبه التي لن يوقفها، وهي الإفلات من الإدانة عن تقصير السابع من أكتوبر، ليلقي بالتهمة على الجيش وينجو بجلده، وهذا لا يمكن أن يتسنى له لو غادر منصبه.
العالم عانى من هذا الثلاثي الكارثي، ودعونا نراقب كيف سيعاني من الاثنين الذين سيواصلان العمل.