في هذا الظرف من عدوان الاحتلال الهمجي، على الحكومة أن تتخذ موقفاً حاسماً بإنهاء واحتواء الموقف في مخيم جنين وفك حصار المخيم باللحظة الآنية في إطار معادلة تضمن المصلحة الوطنية وصمود شعبنا، خاصة في ظل التصعيد الإسرائيلي المتمثل في الغارات الأخيرة التي أسفرت عن استشهاد ستة من أبناء شعبنا. هذه الجرائم المركّبة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تهدف ليس فقط إلى قتل أبناء شعبنا، بل أيضاً إلى خلط الأوراق وتشويه صورة السلطة وتوريط وإحراج قوات الأمن الفلسطينية التي قدمت التضحيات في مواجهة الاحتلال، خاصة مع الحديث عن مبادرات أهلية لإنهاء الإشكال القائم بالمخيم بما يضمن وحدة الموقف ونفاذ القانون على الجميع ومحاربة الفلتان والفوضى.
إسرائيل بما تقوم به تسعى لإضعاف الموقف الوطني وتعميق الانقسام الفلسطيني وصولا لتحقيق أهدافها الاستعمارية.
إن إنهاء واحتواء الموقف في المخيم في ظل هذه الظروف اللحظية يعزز الثقة الشعبية بالمؤسسة الوطنية التي تحتاج إلى التفاف الكل الفلسطيني حولها للوصول لتحقيق مشروعنا الوطني بقيادة منظمة التحرير بالحرية والكرامة والاستقلال الوطني.
إن الجريمة الإسرائيلية هنالك يوم أمس والمستمرة منذ زمن بالمخيمات والقرى والمدن، يجب أن يقابلها قرار جريء يُظهر أن الشعب الفلسطيني في خندق واحد بمواجهة العدوان الممتد والمتكامل في كل فلسطين، وإتاحة المجال لمن يستطيع مقاومة الاحتلال أن يفعل ذلك ضد أعداء شعبنا فقط بتكامل الأدوار الوطنية بالقطاعات المختلفة وتعزيز المقاومة الشعبية.
أما ملاحقة الخارجين عن القانون وتقديمهم للعدالة ليأخذ القضاء مجراه فهذا من الواجب والدور الوطني والمهني للمؤسسة الأمنية وفق القانون، ومن الضروري بمكان أن يتم استكماله باللحظة المناسبة لغرض فرض الأمن والأمان.